24-{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } .
الله تعالى لا يحب كل مختال فخور ، أي لا يحب كل متكبر متباه بماله أو ولده أو جاهه أو جماله ، لأنه لا يرى لغيره حقا عليه ، ثم بيّن صفات هذا المختال الفخور ومن على شاكلته ، بأنهم هم الذين يبخلون على عباد الله بزكاة أموالهم ، ويضنون بالصّدقة والعطاء والمساعدة ، والمساهمة في رعاية الفقراء والمساكين ، ثم يحثون غيرهم على البخل ، حتى يشيع البخل بين الناس .
{ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } .
ومن يعرض عن الله وعن شكره ، وعن إعطاء حق الله في ماله وجاهه ، فإن الله وحده هو الغني عن عباده ، المحمود على حسن فعاله ، لا يضره بخل البخيل ، ولا تنفعه طاعة الطائع .
قال تعالى على لسان موسى عليه السلام : { إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد } . ( إبراهيم : 8 ) .
وقال عز شأنه : { يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } . ( فاطر : 15 ) .
{ الذين يبخلون } : أي بما وجب عليهم أن يبذلوه .
{ ويأمرون الناس بالبخل } : أي بمنع ما وجب عليهم عطاؤه .
{ ومن يتول } : أي عن الإِيمان والطاعة وقبول مواعظ ربهم .
{ فإن الله غني } : أي غني عن سائر خلقه لأن غناه ذاتي له لا يستمده من غيره .
{ حميد } : أي محمود بجلاله وجمالة وآلائه ونعمه على عباده .
وقوله { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } هذا بيان لمن لا يحبهم الله وهم أهل الكبر والفخر بذكر صفتين قبيحتين لهم وهما البخل الذي هو منع الواجب والأمر بالبخل والدعوة إليه فهم لم يكتفوا ببخلهم فأمروا غيرهم بالبخل الذي هو منع الواجب وعدم بذله والعياذ بالله من هذه القبائح الأربع . وقوله : { ومن يتول } أي عن الإِيمان والطاعة وعدم قبول وعظ الله وإرشاده { فإن الله هو الغني } عن سائر خلقه لأن غناه ذاتي له لا يستمده من غيره { الحميد } أي محمود بجلاله وجماله وإنعامه على سائر عباده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.