تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

3- { وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ } .

وهؤلاء اليهود الأغرار لو لم يكتب عليهم الجلاء إلى الشام وبقوا في ديارهم لعذبهم الله في الدنيا بالقتل والأسر ، كما فعل بالمشركين في غزوة بدر الكبرى ، هذا إلى ما أعده الله لهم من العذاب والنكال يوم القيامة .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

شرح الكلمات :

{ سبح لله ما في السموات وما في الأرض } : أي نزّه الله تعالى وقدَّسَهُ بلسان الحال والقال ما في السموات وما في الأرض من سائر الكائنات .

{ ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء } : أي ولولا أن كتب الله عليهم الخروج من المدينة .

{ لعذبهم في الدنيا } : أي بالقتل والسبيّ كما عذب بني قريظة إخوانهم بذلك .

وقوله تعالى : { ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء } أزلا في اللوح المحفوظ لعذبهم في الدنيا بالسبي والقتل كما عذب بني قريظة بعدهم . ولهم في الآخرة عذاب النار ، ثم علل تعالى لهذا العذاب الذي أنزله وينزله بهم بقوله : { ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله } .

/ذ5

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

فلولا أنه كتب عليهم الجلاء الذي أصابهم وقضاه عليهم وقدره بقدره الذي لا يبدل ولا يغير ، لكان لهم شأن آخر من عذاب الدنيا ونكالها ، ولكنهم - وإن فاتهم العذاب الشديد الدنيوي - فإن لهم في الآخرة عذاب النار ، الذي لا يمكن أن يعلم شدته إلا الله تعالى ، فلا يخطر ببالهم أن عقوبتهم قد انقضت وفرغت ولم يبق لهم منها بقية ، فما أعد الله لهم من العذاب في الآخرة أعظم وأطم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

{ ولولا أن كتب الله } قضى الله { عليهم الجلاء } الخروج عن الوطن { لعذبهم في الدنيا } بالقتل والسبي كما فعل بقريظة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

قوله تعالى : { ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء }أي لولا أنه قضى أنه سيجليهم عن دارهم وأنهم يبقون مدة فيؤمن بعضهم ويولد لهم من يؤمن . { لعذبهم في الدنيا } أي بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة . والجلاء مفارقة الوطن يقال : جلا بنفسه جلاء ، وأجلاه غيره إجلاء . والفرق بين الجلاء والإخراج وإن كان معناهما في الإبعاد واحدا من وجهين : أحدهما : أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد ، والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد . الثاني : أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة ، والإخراج يكون لواحد ولجماعة ، قاله الماوردي .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

ولما دل هذا على غاية الوهن منهم{[63677]} فكان موضع التعجب من الكف {[63678]}عن قتلهم{[63679]} ، بين أن السبب في ذلك أمره الباهر وعزه القاهر حثاً على ما ختم به الآية السابقة{[63680]} من الاعتبار والتدبر والاستبصار فقال : { ولولا أن كتب الله } أي فرض فرضاً حتماً الملك الذي له الأمر كله ، ودل على أنه كتب إذلالاً وإخزاء بقوله : { عليهم } أي بخصوصهم فيما كتب على بني إسرائيل في الأزل كما كتب على بني قينقاع { الجلاء } أي الخروج من ديارهم والجولان في الأرض ، فأما معظمهم فأجلاهم بخت نصر من بلاد الشام إلى العراق ، وأما هؤلاء فحماهم الله بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الجلاء وجعله على يدي{[63681]} رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأجلاهم فذهب بعضهم إلى خيبر وبعضهم إلى الشام مرة بعد مرة { لعذبهم في الدنيا } أي بالسيف كما سيفعل{[63682]} بأخوالهم من بني قريظة الذين كتب عليهم العذاب دون الجلاء من قتل المقاتلة وسبي الذرية ، فإنه تعالى قد قضى قضاء حتماً أنه يطهر المدينة بلد الوحي منهم .

ولما كان التقدير : ولكنه كتب عليهم ذلك فهو عذابهم الآن في الدنيا لا محالة وإن اجتمع أهل الأرض على نصرهم ، عطف عليه قوله على طريق التهكم بالتعبير بأداة النفع : { ولهم } أي{[63683]} على كل حال أجلوا أو تركوا { في الآخرة } التي هي دار البقاء { عذاب النار * } وهو العذاب الأكبر .


[63677]:- في ظ: فيهم.
[63678]:- من ظ وم، وفي الأصل: من قبلهم.
[63679]:- من ظ وم، وفي الأصل: من قبلهم.
[63680]:- من ظ وم، وفي الأصل: السالفة.
[63681]:- من ظ وم، وفي الأصل: يد.
[63682]:- من ظ وم، وفي الأصل: فعل.
[63683]:- سقط من م.