فانتشروا : تفرّقوا للتصرف في حوائجكم .
10- { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .
إذا أدّيتم صلاة الجمعة ، وقمتم بأداء هذه الفريضة الأسبوعية ، من سماع الخطبة وصلاة الجمعة ، فأمامكم متسع من الوقت للسعي في الأرض بالتجارة أو الزراعة ، أو تلقي العلم ، أو سائر صنوف المعاش ، وخلال عملكم بعد صلاة الجمعة اذكروا الله ذكرا كثيرا ، فإن ذلك سبيل الفلاح والسعادة في الدارين ، ونص هنا على ذكر الله ذكرا كثيرا ، حتى لا تستولي الدنيا بمشاغلها على القلب ، فعلى العبد أن يتعمد ذكر الله وهو في قلب عمله ، راغبا في طاعة الله تعالى وذكره وشكره .
قال تعالى : { يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا*وسبحوه بكرة وأصيلا } . ( الأحزاب : 41-42 ) .
وجاء في تفسير القرطبي وتفسير ابن كثير وغيرهما ، أنّ عراك بن مالك كان إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد ، فقال : اللهم إني قد أجبت دعوتك ، وصليت فريضتك ، وانتشرت كما أمرتني ، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين .
{ فانتشروا في الأرض } هذا الأمر للإباحة باتفاق وحكى الإجماع على ذلك ابن عطية ، وابن الفرس .
{ وابتغوا من فضل الله } قيل : معناه طلب المعاش فالأمر على هذا للإباحة ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الفضل المبتغى عيادة مريض أو صلة صديق أو اتباع جنازة " وقيل : هو طلب العلم وإن صح الحديث لم يعدل إلى سواه .
قوله : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض } يعني إذا فرغتم من صلاة الجمعة { فانتشروا في الأرض } أي امضوا في مناكب الأرض لقضاء حوائجكم { وابتغوا من فضل الله } أي اطلبوا الرزق ، والمكاسب من فضله بانتشاركم في الأرض عاملين ناشطين { واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } أي أكثروا ذكر الله بألسنتكم وقلوبكم ، ولا تشغلنكم الدنيا عن طاعة ربكم { لعلكم تفلحون } أي تفوزون بجنة الله ورضوانه{[4540]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.