تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

77

المفردات :

بلى : كلمة جواب كنعم ، تأتي بعد كلام منفي ، لتحويل النفي إلى إثبات .

التفسير :

81- { أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم } .

تتوج هذه الآية آثار القدرة الإلهية الظاهرة للعيان ، فهو سبحانه الذي خلق الإنسان أوّل مرة ، وهو سبحانه الذي جعل من الشجر الأخضر نارا ، وهو الذي خلق السماوات وما فيها ، والأرض وما عليها ، أليس خالق هذا الكون العليم بقادر على أن يعيد خلق الناس أجمعين ؟ وقد أجاب الحق سبحانه وتعالى بقوله : { بلى وهو الخلاق العليم } .

أي : بلى هو قادر على خلق الناس وبعثهم مرة أخرى وهو الخلاق ، كثير الخلق والإبداع ، العليم بحال عباده فلا يند عن علمه شيء ، وقد استدل سبحانه وتعالى بخلق الأكبر والأعظم وهو الكون ، على قدرته على خلق الأهون وهو الناس ، أي بعثهم وإعادة الحياة فيهم .

وفي هذا المعنى يقول الله تعالى : { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس . . . } [ غافر : 57 ] .

ويقول تعالى : { أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير } [ الأحقاف : 33 ] .

إن قدرته تعالى لا حدود لها فهو الخلاّق ذو القوة المتين ، وهو سبحانه فعّال لما يريد .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

{ أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم } هذا دليل آخر على البعث بأن الإله الذي قدر على خلق السموات والأرض على عظمهما وكبر أجرامهما قادر على أن يخلق أجساد بني آدم بعد فنائها والضمير في مثلهم يعود على الناس .

{ وهو الخلاق العليم } ذكر في هذين الاسمين أيضا استدلال على البعث وكذلك في قوله : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } لأن هذا عبارة عن قدرته على جميع الأشياء ولا شك أن الخلاق العليم القدير لا يصعب عليه إعادة الأجساد .