80- { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون } .
الله سبحانه وتعالى أنبت لنا النبات والأشجار حيث نستفيد من أخشابها وأعوادها بالوقود والدفء وسائر المنافع ، وكثير من المفسرين يرون أن المراد بالشجر الأخضر نوعان : أحدهما : المرخُ ، والثاني : العَفار ، بفتح العين ، نقطع منهما عصوين مثل السواكين ، وهما خضراوان ، يقطر منهما الماء ، فيسحق المرخ – وهو ذكر – على العفار – وهو أنثى- فتقدح النار بإذن الله 37 .
وفي المثل : في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار ، أي : استكثروا من النار ، كأنهما أخذا من النار ما هو حسبهما وأجاز بعضهم – جميعا بين الرأيين- أن يكون المعنى : الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا بالفِعْل ، بقدح المرخ بالعفار ، فإذا أنتم من الشجر الأخضر المذكور توقدون النار من سواه .
وقد حدثني من أثق به أنه شاهد العودين الأخضرين هذين يقطران الماء والخضرة ، وعند سحق أحدهما بالآخر تتقد النار ، وهم وسيلة المحتاج إلى النار .
والقرآن بهذا يلفت النظر إلى بدائع القدرة الإلهية ، فمن يَسّر للإنسان استخراج النار من الشجر الأخضر وهما ضدان ، قادر على بعث الحياة في الموتى ، فهو على كل شيء قدير .
{ الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا } هذا دليل آخر على إمكان البعث وذلك أن الذين أنكروه من الكفار والطبائعيين قالوا : طبع الموت يضاد طبع الحياة فكيف تصير العظام حية . فأقام الله عليهم الدليل من الشجر الأخضر الممتلئ ماء مع مضادة طبع الماء للنار ويعني بالشجر زناد العرب وهو شجر المرخ والعفار فإنه يقطع من كل واحد منهما غصنا أخضر يقطر منه الماء فيسحق المرخ على العفار فتنقدح النار بينهما قال ابن عباس : ليس من شجرة إلا وفيها نار إلا العناب ولكنه في المرخ والعفار أكثر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.