تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

15

المفردات :

الغيب : الوحي وخبر السماء .

بضنين : لا يبخل بالوحي ، ولا يقصر في التبليغ .

التفسير :

24- وما هو على الغيب بضنين .

ليس محمد صلى الله عليه وسلم بمتهم حين يخبر أنه يرى جبريل على صورته الحقيقية ، وأنه يتلقى عند الوحي ، وأنتم عرفتموه شابا وناشئا صادقا أمينا ، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان لا يضنّ بالوحي ، ولا يحتفظ به لنفسه ، بل يبلّغه فور وصوله إليه .

قال تعالى : يا أيها الرسول بلّغ الذي أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ، والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين . ( المائدة : 67 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

{ وما هو على الغيب بضنين } وما رسول الله صلى الله عليه وسلم ببخيل بالوحي ، مقصر في تبليغه لكم ، وتعليمكم إياه ؛ من الضن – بالكسر والفتح – بمعنى البخل ، و " على " بمعنى الباء . وقرئ " بظنين " أي بمتهم على الغيب ، بل هو صادق في كل ما أخبره به عن الله تعالى ؛ من الظنة بمعنى التهمة . و " على " بمعنى في .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

{ وما هو } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، { على الغيب } أي الوحي ، وخبر السماء وما اطلع عليه مما كان غائباً عنه من الأنباء والقصص ، { بضنين } قرأ أهل مكة والبصرة والكسائي بالظاء أي بمتهم ، يقال : فلان يظن بمال ويزن أي يتهم به : والظنة : التهمة ، وقرأ الآخرون بالضاد أي ببخيل ، يقول إنه يأتيه علم الغيب فلا يبخل به عليكم بل يعلمكم ويخبركم به ، ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده حتى يأخذ عليه حلواناً ، تقول العرب : ضننت بالشيء بكسر النون أضن به ضناً وضنانةً فأنا به ضنين أي بخيل .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

" وما هو على الغيب بظنين " : بالظاء ، قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ، أي بمتهم ، والظنة التهمة . قال الشاعر :

أما وكتابُ الله لا عَنْ شَنَاءَةٍ *** هُجِرْتُ ولكن الظنينَ ظنينُ

واختاره أبو عبيد ؛ لأنهم لم يبخلوه ولكن كذبوه ؛ ولأن الأكثر من كلام العرب : ما هو بكذا ، ولا يقولون : ما هو على كذا ، إنما يقولون : ما أنت على هذا بمتهم . وقرأ الباقون " بضنين " بالضاد : أي ببخيل من ضننت بالشيء أضن ضنا [ فهو ] ضنين . فروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لا يضن عليكم بما يعلم ، بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه . وقال الشاعر :

أجود بمكنُونِ الحديثِ وإنني *** بسرِّكِ عمن سالنِي لضَنِينُ

والغيب : القرآن وخبر السماء . ثم هذا صفة محمد عليه السلام . وقيل : صفة جبريل عليه السلام . وقيل : بظنين : بضعيف . حكاه الفراء والمبرد . يقال : رجل ظنين : أي ضعيف . وبئر ظنون : إذا كانت قليلة الماء . قال الأعشى :

ما جُعِلَ الجُدُّ{[15834]} الظَّنونُ الذي *** جُنِّبَ صَوْبَ اللجِبِ الماطِرِ

مثلَ الفُراتيِّ إذا ما طَمَا *** يقذِفُ بالبُوصِيِّ والمَاهِرِ

والظنون : الدين الذي لا يدري أيقضيه آخذه أم لا ؟ ومنه حديث علي عليه السلام في الرجل يكون له الدين الظنون ، قال : يزكيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقا . والظنون : الرجل السيء الخلق ، فهو لفظ مشترك .


[15834]:الجد: البئر تكون في موضع كثير الكلأ. الفراتي: المنسوب إلى الفرات. والبوصى: ضرب من سفن البحر، والملاح أيضا. والماهر: السابح.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

{ وما هو على الغيب بضنين } الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم ومن قرأ بالضاد فمعناه : بخيل أي : لا يبخل بأداء ما ألقي إليه من الغيب ، وهو الوحي ، ومن قرأ بالظاء فمعناه : متهم أي : لا يتهم على الوحي بل هو أمين عليه ورجح بعضهم هذه القراءة بأن الكفار لم ينسبوا محمدا صلى الله عليه وسلم إلى البخل بالوحي بل اتهموه فنفي عنه ذلك .