تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا} (28)

23

المفردات :

شددنا أسرهم : أحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب والعروق .

بدلنا أمثالهم : أهلكناهم ، وبدلنا أمثالهم في شدة الخلق .

التفسير :

10- نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا .

أي : نحن لا غيرنا ، خلقنا الناس جميعا من العدم ، ومنحناهم الحياة والقوة والسمع والبصر ، وأحكمنا خلقهم .

وشددنا أسرهم . . .

أحكمنا خلقهم وربط مفاصلهم بالأعصاب والعروق ، حتى كانوا أقوياء أشداء ، فكم في خلق الإنسان من عجائب ، أضف إلى ذلك جمال الخلق ، والتركيب والإبداع ، وتيسير الحركة ، واستخدام آلاته ، كاليدين والرجلين والأذنين ، والعينين والفم والأنف ، والأعضاء التناسلية ، وسائر القوى الموجودة بالإنسان فضلا عن العقل والمخ والأعصاب ، والفهم والذكاء والاستنباط .

قال تعالى : وفي أنفسكم أفلا تبصرون . ( الذاريات : 21 ) .

وقال تعالى : يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم* الذي خلقك فسوّاك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركّبك . ( الانفطار : 6-8 ) .

وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا .

ولو أردنا لأهلكناهم وأوجدنا بدلهم خلقا آخر أطوع وأعبد لله منهم ، وقد وردت الآية مورد التهديد والوعيد .

وقريب من ذلك قوله تعالى : يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد* إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد* وما ذلك على الله بعزيز . ( فاطر : 15-17 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا} (28)

{ وشددنا أسرهم } قوينا وأحكمنا خلقهم بإعطائهم جميع القوى . ومنها ربط مفاصلهم وأوصالهم بعضها ببعض بالعروق والأعصاب . يقال : أسره الله ، خلقه ؛ وبابه ضرب . وفرس شديد الأسر : أي الخلق . والأسر : القوة ؛ مشتق من الإسار – بالكسر – وهو القد الذي تشد به الأقتاب . يقال : أسرت القتب أسرا ، شددته وربطته ؛ ومنه الأسير لأنه يكتف بالأسار والمراد : الامتنان عليهم بأن الله تعالى سوى خلقهم وأحكمه ؛ ثم كفروا به .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا} (28)

{ وشددنا أسرهم } الأسر الخلقة ، وقيل : المفاصل والأوصال ، وقيل : القوة .

{ بدلنا أمثالهم تبديلا } أي : أهلكناهم وأبدلنا منهم غيرهم ، وقيل : مسخناهم فبدلنا صورهم وهذا تهديد .