فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا} (28)

{ وشددنا أسرهم } قوينا تركيبهم ، وأحكمنا تكوينهم ، وأبدعنا تصويرهم .

27

{ نحن } لا سوانا { خلقنا وشددنا أسرهم } أو جدناهم وقوينا تركيبهم وأحكمنا تكوينهم ، وأبدعنا تصويرهم ، فلو شكروا البارئ المصور لكان خيرا لهم ، ولقد ضلوا إذ أشركوا بالله أصنامهم ، فإنها ما خلقتهم ولا قدمت نفعا لهم ، وحين نشاء أن نذهبهم ونأتي بخلق آخرين فما هم لنا بمعجزين ؛ وفي القرآن الكريم كثير من هذا الوعيد كما جاء في قول الحميد المجيد : { . . . فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه . . . }{[8549]} ، وقال سبحانه : { إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا }{[8550]} ، وقال جل ثناؤه : { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }{[8551]} .


[8549]:- سورة المائدة. من الآية 54.
[8550]:- سورة النساء. الآية 133.
[8551]:- سورة محمد عليه السلام من الآية 28.