الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا} (28)

و( الأَسْر ) الخلقة واتساق الأعضاء والمفاصل ، وعبارة البخاريِّ : { أَسْرَهُمْ } : " شِدَّةُ الخلق ، وكل شيء شددته من قتب أو غبيط فهو مأسور " ، والغبيط شيء يركبه النساء شبه المحفة ، انتهى ؛ قال ( ع ) : ومن اللفظة : الإسارُ ، وهو القيد الذي يُشَدُّ به الأسير ، ثم تَوَعَّدَهُم سبحانه بالتبديل ، وفي الوعيد بالتبديل احتجاج على مُنْكِرِي البعث ، أي : مَنْ هذه قدرته في الإيجاد والتبديل فكيف تتعذر عليه الإعادة ؟ ! .

وقال الثعلبيُّ : { بَدَّلْنَا أمثالهم تَبْدِيلاً } قال ابن عباس : يقول : أهلكناهم ، وجئنا بأطوعَ للَّهِ منهم ، انتهى .