فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا} (28)

{ نحن خلقناهم } أي ابتدأنا خلقهم من تراب ثم من نطفة ثم من مضغة ثم من علقة على أن كمل خلقهم ، ولم يكن لغيرنا في ذلك عمل ولا سعي ، لا اشتراكا ولا استقلالا { وشددنا أسرهم } الأسر شدة الخلق يقال شد الله أسر فلان أي قوى خلقه ، قال مجاهد وقتادة ومقاتل وغيرهم : شددنا خلقهم ، قال الحسن شددنا وربطنا أوصالهم بعضا على بعض بالعروق والعصب .

قال أبو عبيدة : يقال فرس شديد الأسر أي الخلق وقال ابن زيد الأسر القوة واشتقاقه من الأسار وهو القد الذي تشد به الأقتاب ، قال ابن عباس : أسرهم خلقهم وقال : أبو هريرة هي المفاضل ، وقيل المراد بالأسر عَجْبُ الذنب لأنه لا يتفتت في القبر والأسر بالضم احتباس البول كالحصر في الغائط .

{ وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا } أي لو شئنا لأهلكناهم وجئنا بأطوع لله منهم ، وقيل المعنى مسخناهم إلى أسمج صورة وأقبح خلقه .