الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ وَإِذَا شِئۡنَا بَدَّلۡنَآ أَمۡثَٰلَهُمۡ تَبۡدِيلًا} (28)

{ نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ } . قوّينا وحكمنا . { أَسْرَهُمْ } قال مجاهد وقتادة ومقاتل : خلقهم ، وهي رواية عطية عن ابن عباس يقال : رجل حسن الاسّر أي الخلق ، وفرس شديد الأسّر ، وقال أبو هريرة والربيع : مفاصلهم ، وقال الحسن : أوّصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والعصب وروى عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه { وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ } قال : الشرج وأصل الأسر الشكّ يقال : ما أحسن ما أسَر قتبه أي شدّه ، ومنه قولهم : خُذه بأسره إذا أرادوا أن يقولوا : هو لك كلّه كأنهم أرادوا بعكة وشدة لم تفتح ولم تنقص منه . قال لبيد :

ساهم الوجه شديد اسّره *** مغبط الحارك محبوك الكفل

وقال الأخطل :

من كلّ مجتنب شديد أسره *** سلس القياد تخاله مختالا

{ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً }