تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

1

المفردات :

أفتمارونه : من المراء ، وهو الملاحاة والمجادلة ، أي أفتُجادلونه .

التفسير :

12-{ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى } .

أفتجادلونه وتكذِّبونه وتتهمونه مرة بالسحر ومرة بالشعر ومرة بالكهانة ، ومرة بكتابة أساطير الأولين ، ومرة بالتَّخيُّل والجنون .

وهو قد رأى جبريل واقترب منه ، وتيقن أنه جبريل حامل الوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله ، فما كان ينبغي لكم تكذيبه ولا مجادلته ، إنه نبي الله حقا ، أوحى إليه مَلَك حقيقي ، وأنزل الله عليه الوحي حقا .

قال تعلى : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ * وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ . } ( الشعراء : 193-196 )

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

{ أفتمارونه على ما يرى } أتكذبونه فتجادلونه فيما يراه من الصور التي يأتي بها عليه جبريل عليه السلام بعد ما رآه قبل وحققه ؛ بحيث لا يشتبه عليه بأي صورة أتى . أو فيها رآه من صورة جبريل عليه السلام على خلقته الأصلية . يقال : ما رآه يماريه مماراة ومراء ، جادله . مشتق من مرى الناقة يمريها ، إذا مسح ضرعها ليخرج لبنها وتدبر به . فشبه به الجدال ؛ لأن كلا من المتجادلين يمرى ما عند صاحبه ، أي يسعى لاستخراجه ليلزمه الحجة . وعدي الفعل ب " على " لتضمنه معنى المغالبة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

أفتمارونه : أفتجادلونه على ما يراه .

وبعد هذا كلّه تجادِلونه على ما يراه وتكذّبونه ! !

قراءات :

قرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب : أفَتمرونه بفتح التاء ، أي تغلبونه . والباقون : أفتمارونه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

قوله تعالى : " أفتمارونه على ما يرى " قرأ حمزة والكسائي " أفتمرونه " بفتح التاء من غير ألف على معنى أفتجحدونه . واختاره أبو عبيد ؛ لأنه قال : لم يماروه وإنما جحدوه . يقال : مراه حقه أي جحده ومريته أنا ، قال الشاعر :

لئن هجرت{[14362]} أخا صدقٍ ومكرُمَةٍ *** لقد مَرَيْتَ أخاً ما كان يَمْرِيكَا

أي جحدته . وقال المبرد : يقال مراه عن حقه وعلى حقه إذا منعه منه ودفعه عنه . قال : ومثل على بمعنى عن قول بني كعب بن ربيعة : رضي الله عليك ، أي رضي عنك . وقرأ الأعرج ومجاهد " أفتمرونه " بضم التاء من غير ألف من أمريت ، أي تريبونه وتشككونه . الباقون " أفتمارونه " بألف ، أي أتجادلونه وتدافعونه في أنه رأى الله ، والمعنيان متداخلان ؛ لأن مجادلتهم جحود . وقيل : إن الجحود كان دائما منهم وهذا جدال جديد ، قالوا : صف لنا بيت المقدس وأخبرنا عن عيرنا التي في طريق الشام . على ما تقدم{[14363]} .


[14362]:وروى: هجوت.
[14363]:راجع جـ 10 ص 209.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ} (12)

ولما تقرر ذلك غاية التقرر ، وكان موضع الإنكار عليهم ، قال مسبباً عن ذلك : { أفتمارونه } أي تستخرجون منه بجدالكم له فيما أخبركم به شكاً فيه ولا شك فيه ، وعبر بالمفاعلة في قراءة الجماعة عن حمزة والكسائي ويعقوب إشارة إلى اجتهادهم في تشكيكه ، من مري الشيء : استخرجه ، ومري الناقة : مسح ضرعها ، فأمرى : در لبنها ، والمرية بالكسر والضم : الشك والجدل { على ما يرى * } على صفة مطابقة القلب والبصر ، وذلك مما لم تجر{[61693]} العادة بدخول الشك فيه ولا قبوله للجدال ، وزاد الأمر وضوحاً بتصوير الحال الماضية بالتعبير بالمضارع إشارة إلى أنه كما أنه لم يهم لم يلبس الأمر عليه ، بل كأنه الآن ينظر .


[61693]:؟؟؟؟؟؟؟؟