تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

أهوال القيامة

بسم الله الرحمان الرحيم

{ الحاقّة 1 ما الحاقّة 2 وما أدراك ما الحاقّة 3 كذّبت ثمود وعاد بالقارعة 4 فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية 5 وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية 6 سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية 7 فهل ترى لهم من باقية 8 وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة 9 فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية 10 إنا لمّا طغا الماء حملناكم في الجارية 11 لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية 16 }

المفردات :

الحاقّة : القيامة ، من حقّ الشيء إذا ثبت ووجب ، أي : الساعة الثابتة المجيء ، الواجبة الوقوع .

1

التفسير :

1 ، 2 ، 3- الحاقّة* ما الحاقّة* وما أدراك ما الحاقّة .

افتتاح يهول النفس والقلب ، افتتاح معجز رهيب ، يتحدث عن القيامة ، فهي حاقّة بمعنى أن عذابها حق الكافرين ، ونعيمها حق للمؤمنين ، وحسابها حقّ ليتميز الخبيث من الطيب .

ما الحاقّة . استفهام للتعظيم والاستهوال ، أي من حقها أن يستفهم عنها لعظم أهوالها .

وما أدراك ما الحاقّة .

أي شيء أعلمك بها أيها الرسول ؟ فهي خارجة عن دائرة علم المخلوقين لعظم شأنها وشدة هولها .

إنها سورة تستولي على النفس بجرسها وفواصلها ، وتتابع معانيها ، في قصم الجبّارين ، ووصف القيامة ، وما فيها من عذاب للمجرمين ونعيم للمؤمنين .

وقد ذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده في الصلاة قد بدأ سورة الحاقة ، فاستولت السورة على نفسه ، وأخذ بجلال القرآن وعظمته وبلاغته وبيانه وتتابع معانيه ، وأعلن إسلامه .

   
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

الحاقة هي القيامة كما بينا . .

وهذا الأسلوب من الكلام يفيد التفخيم وتهويل الأمر وهو مع التكرار يقصد منه التخويف من شدائد ذلك اليوم وأهواله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

فعظم تعالى شأنها وفخمه ، بما كرره من قوله : { الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ }

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

{ ما الحاقة } هذا استفهام معناه التفخيم لشأنها ، كما يقال : زيد ما زيد ، على التعظيم لشأنه .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

{ ما الحاقة } استفهام معناه التعظيم لشأنها كقولك زيد ما هو

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

قوله تعالى : " الحاقة . ما الحاقة " يريد القيامة ، سميت بذلك لأن الأمور تُحَقّ فيها ، قاله الطبري . كأنه جعلها من باب " ليل نائم " . وقيل : سميت حاقة لأنها تكون من غير شك . وقيل : سميت بذلك لأنها أحقت لأقوام الجنة ، وأحقت لأقوام النار . وقيل : سميت بذلك لأن فيها يصير كل إنسان حقيقا بجزاء عمله . وقال الأزهري : يقال حاققته فحَقَقْتُه أحقه ، أي غالبته فغلبته . فالقيامة حاقة ؛ لأنها تحق كل محاقٍّ في دين الله بالباطل ، أي كل مخاصم . وفي الصحاح : وحاقّه أي خاصمه وادعى كل واحد منهما الحق ، فإذا غلبه قيل حقه . ويقال للرجل إذا خاصم في صغار الأشياء : إنه لنَزِق الحِقَاق . ويقال : مال فيه حٌّق ولا حِقَاق ، أي خصومة . والتّحّاقّ التخاصم . والاحتقاق : الاختصام . والحاقة والحقة والحق ثلاث لغات بمعنى . وقال الكسائي والمورج : الحاقة يوم الحق . وتقول العرب : لما عرف الحَقّة مني هرب . والحاقة الأولى رفع بالابتداء ، والخبر المبتدأ الثاني وخبره وهو " ما الحاقة " لأن معناها ما هي . واللفظ استفهام ، معناه التعظيم والتفخيم لشأنها ، كما تقول : زيد ما زيد على التعظيم لشأنه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

ولما كان ذلك كله أمراً رائعاً للعقول ، هازاً للقلوب ، مزعجاً للنفوس ، وكان ربما توقف فيه الجلف الجافي ، أكد أمره وزاد في تهويله ، وأطنب في تفخيمه وتبجيله ، إشارة إلى أن هوله يفوت الوصف بقوله ، معلماً{[67843]} أنه مما يحق له أن يستفهم عنه سائقاً{[67844]} له بأداة الاستفهام مراداً بها التعظيم للشأن ، وأن الخبر{[67845]} ليس كالعيان : { ما الحاقة * } فأداة الاستفهام مبتدأ أخبر{[67846]} عنه بالحاقة وهما خبر عن الأولى ، والرابط تكرير المبتدأ بلفظه نحو زيد ما زيد أي ما هو ، و{[67847]}أكثر ما يكون ذلك إذا أريد معنى التعظيم والتهويل .


[67843]:- زيد في الأصل: في، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67844]:- من ظ وم، وفي الأصل: مستأنفا.
[67845]:- من ظ وم، وفي الأصل: أخبر.
[67846]:- من ظ وم، وفي الأصل: خر.
[67847]:- زيد من ظ وم.