السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

وقوله تعالى : { ما الحاقة } مبتدأ وخبر ، والجملة خبر الأول ، والأصل الحاقة ما هي ، أي : أي شيء هي تفخيماً لشأنها وتعظيماً لهولها ، فوضع الظاهر موضع المضمر لأنه أهول لها . والحاقة الساعة الواجبة الوقوع الثابتة المجيء التي هي آتية لا ريب فيها ، أو التي فيها حواق الأمور من البعث والحساب والثواب والعقاب ، أو التي تحق فيها الأمور ، أي : تعرف على الحقيقة من قولك : لا أحق هذا ، أي : لا أعرف حقيقته ، جعل الفعل لها وهو لأهلها ، وقيل : سميت القيامة بذلك لأنها أحقت لأقوام الجنة ولأقوام النار .