تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

الآيتان1و2 { الحاقة } { ما الحاقة } ؟ قد ذكرنا أن يوم القيامة سمي بأسماء النوازل التي تكون من البلايا والشدائد ليقع بها التخويف والتهويل ، وليس في تبيين وقته ولا في ذكر عينه ترهيب ولا ترغيب .

فذكر ذلك اليوم بالأسباب التي هي أسباب الزجر والردع : فقوله تعالى : { الحاقة } أي حقت لكل عامل عمله ، ويحق لكل ذي حق حقه ، فإن كان من أهل النار استوجبها ، وإن كان من أهل الجنة دخلها .

وقال بعضهم : { الحاقة } هي النازلة التي لا ترفع أبدا ، وهي {[21869]} ما ينزل بالخلق من الجزاء وأنواع ما وعدوا به يوم القيامة . وقيل : هي الواجبة مثل قوله : { وحاق بهم }[ هود : 8 ] أي وجب ، ونزل بهم .

والأصل أن القيامة . سميت بالأحوال التي يبتلى الخلق بها من نحو : { القارعة } [ القارعة : 1 ] و : { الواقعة } [ الواقعة : 1 ] و : { التناد } [ غافر : 32 ] و : { الصاخة } [ عبس : 33 ] ونحو ذلك مما جاء في القرآن أخذت أسماؤها من أحوال ما يبتلى الخلق بها ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ما الحاقة } ؟ فهو تعظيم أمر ذلك اليوم كما يقال : فلان ، ما فلان ؟ إذا وصف بالغاية في القوة والسخاوة أو نحوه .


[21869]:في الأصل و م:وهو,