فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

قال الكسائي والمؤرج : الحاقة يوم الحق ، وقيل سميت بذلك لأن كل إنسان فيها حقيق بأن يجزى بعمله ، وقيل سميت بذلك لأنها أحقت لقوم النار ، وأحقت لقوم الجنة ، وقال ابن عباس : الحاقة من أسماء يوم القيامة وهي مبتدأ وخبرها قوله :

{ ما الحاقة } على أن ما الاستفهامية مبتدأ ثان وخبره الحاقة ، والجملة خبر للمبتدأ الأول والمعنى أي شيء هي في حالها أو صفاتها لا تحيط بها العبارة " وما " يسأل بها عن الصفة والحال والمقام للضمير أي ما هي ؟ فوضع الظاهر موضعه لتأكيد هولها وزيادة تفظيعه ، وقيل هذه الجملة وإن كان لفظها لفظ الاستفهام فمعناها التعظيم والتفخيم لشأنها كما تقول زيد ما زيد ، وقد قدمنا تحقيق هذا المعنى في سورة الواقعة .