الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

{ الْحَاقَّةُ * مَا الْحَآقَّةُ } أي القيامة ، وسمّيت حاقّة لأنها حقّت فلا كاذبة لها . ولأن فيها حواق الأمور وحقائقها . ولأنّ فيها يحق الجزاء على الأعمال أي يجب ، فيقال : حق عليه الشيء إذا وجب بحق حقوقاً ، قال الله سبحانه :

{ وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [ الزمر : 71 ] وقال الكسائي والمؤرج : الحاقة : يوم الحق ، يقول العرب : لما عرفت الحق مني .

والحاقة والحقّة هي ثلاث لغات بمعنى واحد ، والحاقّة الأولى رفع بالابتداء وخبره فيما بعده ، وقيل : الحاقّة الأولى مرفوعة بالثانية ؛ لأنّ الثانية بمنزلة الكتابة عنها كأنه عجب منها وقال : الحاقة ما هي ؟ كما تقول : زيد ما زيد ، والحاقّة الثانية مرفوعة بما ، وما بمعنى أي شيء ، وهو رفع بالحاقة الثانية ، ومثله

{ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ } [ القارعة : 1-2 ] ،

{ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ الْيَمِينِ } [ الواقعة : 27 ] ، ونحوهما .