الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{مَا ٱلۡحَآقَّةُ} (2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"ما الحاقّةُ": أيّ شيء الساعة الحاقة؟

وذُكر عن العرب أنها تقول: حقّ عليه الشيء إذا وجب.

كأنه عجب منها، فقال: الحاقة: ما هي؟ كما يقال: زيد ما زيد؟

و "ما "بمعنى أي... ومثله في القرآن: "وأصحَابُ اليَمِين ما أصحَابُ اليَمِينِ"

" و القارِعَةُ ما القارِعَةُ".

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ما الحاقة}؟ فهو تعظيم أمر ذلك اليوم كما يقال: فلان، ما فلان؟ إذا وصف بالغاية في القوة والسخاوة أو نحوه...

ثم قوله عز وجل {الحاقة} {ما الحاقة}؟ {وما أدراك ما الحاقة}؟ وقوله تعالى: {القارعة} {ما القارعة}؟ {وما أدراك ما القارعة}؟ [القارعة1و2و3] يحتمل أن يكون هذا مخاطبة كل مكذب بالبعث، لا مخاطبة الرسول كقوله تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}؟ [الانفطار: 6] الذي إنه خطاب لمن يغتر بالدنيا لا لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعالى، وجائز أن يكون يخاطب به رسوله عليه السلام، فإن صرف الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتضى معنى غير ما يقتضيه لو أريد بالخطاب المكذبون. والأصل أن قول القائل: فلان وما فلان؟ يوجب اجتذاب الأسماع، ويستدعي السامع للبحث في الشاهد، لأنه إنما يذكر فلان بهذا لأعجوبة فيه أو لعظم أمره فيستبحث عن ذلك ليوقعه على تلك الأعجوبة التي فيه. فإن كان الخطاب للمكذبين دعاهم ذلك إلى تعرف ما فيه من الأعجوبة والتعظيم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

كأنه قيل هذه الحاقة، ثم قيل أي شيء الحاقة؟ تفخيما لشأنها.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان ذلك كله أمراً رائعاً للعقول، هازاً للقلوب، مزعجاً للنفوس، وكان ربما توقف فيه الجلف الجافي، أكد أمره وزاد في تهويله، وأطنب في تفخيمه وتبجيله، إشارة إلى أن هوله يفوت الوصف بقوله، معلماً أنه مما يحق له أن يستفهم عنه سائقاً له بأداة الاستفهام مراداً بها التعظيم للشأن، وأن الخبر ليس كالعيان: {ما الحاقة}... و أكثر ما يكون ذلك إذا أريد معنى التعظيم والتهويل...