خير من ألف شهر : ثواب العبادة فيها خير من ألف شهر ، والعدد لا يفيد التحديد وإنما يفيد التكثير فهي خير من آلاف الشهور في حياة البشر .
3- ليلة القدر خير من ألف شهر .
لقد الله ثواب العبادة والعمل الصالح في هذه الليلة أكثر من ثواب العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، وتلك منن من الله لا بد أن نحرص على اقتناصها .
وفي الحديث الشريف : ( في رمضان ليلة خير من ألف شهر ، من حرم ثوابها فقد حرم ) .
فهي منحة ربانية ، وعطاء إلهي للعالمين والراغبين ، حيث يعطي العطاء الجزيل على العمل القليل .
وقد ورد في الصحيح أنها في العشر الأواخر من رمضان ، روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني أريت ليلة القدر ثم نسّيتها أو أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان )ii .
وقد ورد في الأثر أنها في أوتار العشر الأواخر ، أي في إحدى ليالي 21 ، 23 ، 25 ، 27 ، 29 ، والسر في إخفائها أن يجدّ المؤمن ويحتفي بشهر رمضان لاحتمال أن يصادفها ، فقد كثرت الآراء في تحديدها حتى قيل : إنها في أول ليلة من ليالي شهر رمضان ، وقيل : ليلة 17 من رمضان ، والأكثرون على أنها ليلة 27 من رمضان .
{ ليلة القدر خير . . . } أي هي أفضل من أشهر كثيرة مضت على الأمم السالفة ؛ بما نزل فيها من القرآن والشريعة العظمى التي ختمت بها الرسالات الإلهية إلى البشر . أو العبادة فيها أكثر ثوابا ، وأعظم فضلا من العبادة في أشهر كثيرة ليس فيها ليلة القدر .
والعمل القليل قد يفضل الكثير باعتبار الزمان والمكان وكيفية الأداء ؛ وهو تفضل منه تعالى ، ولله أن يخص ما شاء بما شاء . والمراد من الألف : التكثير ؛ كما في قوله تعالى : " يود أحدهم لو يعمر ألف سنة " {[413]} .
ولما ثبتت عظمتها بالتنبيه على أنها أهل لأن يسأل عن خصائصها ، قال مستأنفاً : { ليلة القدر * } أي التي خصصناها بإنزالنا له فيها { خير من ألف شهر * } أي خالية عنها ، أو العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، وذلك ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر ، قالوا : وهي مدة ملك بني أمية سواء ، وتسميتها بذلك لشرفها ولعظيم قدرها ، أو لأنه يفصل فيها من أم الكتاب مقادير الأمور ، فيكتب فيها عن الله حكم ما يكون من تلك الليلة إلى مثلها من العام المقبل ، من قولهم : قدر الله على هذا الأمر يقدره قدراً ، أي قضاه ، وهي الليلة المرادة في سورة الدخان بقوله تعالى :
{ فيها يفرق كل أمر حكيم }[ الدخان : 4 ] وذكر الألف إما للمبالغة بنهاية مراتب العدد ليكون أبلغ من السبعين في تعظيمها ، أو لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر شخصاً من مؤمني بني إسرائيل لبس السلاح مجاهداً في سبيل الله ألف شهر ، فعجب المؤمنون منه فتقاصرت إليهم أعمالهم ، فأعطاهم الله سبحانه وتعالى ليلة من قامها كان خيراً من ذلك ، وأبهمها في العشر الأخير من شهر رمضان في قول الجمهور على ما صح من الأحاديث ليجتهدوا في إدراكها ، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة والصلاة الوسطى في الخمس ، واسمه الأعظم في الأسماء ، ورضاه في سائر الطاعات ليرغبوا في جميعها ، وسخطه في المعاصي لينتهوا عن جميعها ، وقيام الساعة في الأوقات ليجتهدوا في كل لحظة حذراً من قيامها ، والسر في ذلك أن النفيس لا يوصل إليه إلا باجتهاد عظيم إظهاراً لنفاسته ، وإعظاماً للرغبة فيه ، وإيذاناً بالسرور به ، لكن جعل السورة ثلاثين كلمة سواء يرجح أنهما السابعة والعشرون التي وازاها قوله هي كما نقل عن أبي بكر الوراق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.