بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ} (3)

فقال : { لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } يعني : العمل في ليلة القدر ، خير من العمل في ألف شهر ، ليس فيها ليلة القدر ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً بين أصحابه ، يحدث بأن رجلاً كان من بني إسرائيل لبس السلاح ألف شهر ، وصام ولم يضع السلاح حتى مات . فعظم ذلك على أصحابه ، فنزلت { لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } يعني : العمل فيها وثوابه أفضل من لبس السلاح ، وصيام ألف شهر ليس فيها ليلة القدر . وروي في خبر آخر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «أَرَى أَعْمَالُ النَّاسِ » ، فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لم يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر ، فأعطاه الله تعالى في الجنة ليلة القدر خيراً من ألف شهر . فقيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي ليلة هي ؟ قال : " الْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " .