جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ} (3)

{ وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر } ، أي : من ألف{[5431]} شهر ليس فيها تلك الليلة ، والعمل في تلك الليلة أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، ولذلك ثبت في الصحيحين " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " نزلت حين ذكر عليه السلام " رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فعجب الصحابة من ذلك " ، فأعطوا ليلة خيرا من مدة ذلك الغازي ، والأصح أنها من خصائص هذه الأمة ، وأنها في رمضان ، وأنها في العشر الأواخر ، وأنها في أوتارها ، وأنها تختلف في السنين جمعا بين الأحاديث ، ولا خلاف بين السلف في أنها باقية{[5432]} إلى يوم القيامة ، سميت بها لأنها ليلة تقدير الأمور والأحكام إلى السنة المقبلة ، أو لمنزلتها وقدرها عند الله .


[5431]:وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر/12 فتح.
[5432]:لا كما زعم بعض طوائف الشيعة من رفعها على ما فهموه، من الحديث الذي فيه: "فرفعت"، والمراد منه رفع علم وقتها بعينها، لأنه قال:" فالتمسوها في التاسعة، والخامسة، والسابعة:/12 منه.