تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

16

المفردات :

السائق والشهيد : ملكان ، أحدهما يسوق النفس إلى أمر الله ، والآخر يشهد عليها بعملها .

التفسير :

21- { وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد } .

جاءت كل نفس خلقها الله تعالى ، من آدم إلى قيام الساعة ، جاءت إلى أرض المحشر للحساب والجزاء ، ومعها سائق يسوقها ، وشاهد يشهد عليها ، وقد جاء في الحديث الشريف : ( أن أحدهما ملك الحسنات ، وثانيهما ملك السيئات ، اللذان كانا يكتبان أعمال العباد في الدنيا ) ، أخرجه أبو نعيم في الحلية مرفوعا عن جابر .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

{ وجاءت كل نفس } برة أو فاجرة { معها سائق } ملك يسوقها إلى المحشر . { وشهيدا } ملك يشهد عليها بعملها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

{ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ } يسوقها إلى موقف القيامة ، فلا يمكنها أن تتأخر عنه ، { وَشَهِيدٌ } يشهد عليها بأعمالها ، خيرها وشرها ، وهذا يدل على اعتناء الله بالعباد ، وحفظه لأعمالهم ، ومجازاته لهم بالعدل ، فهذا الأمر ، مما يجب أن يجعله العبد منه على بال .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

{ وجاءت كل نفس } إلى المحشر { معها سائق } من الملائكة يسوقها { وشهيد } شاهد عليها بعملها وهو الأيدي والأرجل

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

قوله تعالى : " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " اختلف في السائق والشهيد ، فقال ابن عباس : السائق من الملائكة والشهيد من أنفسهم الأيدي والأرجل ، رواه العوفي عن ابن عباس . وقال أبو هريرة : السائق الملك والشهيد العمل . وقال الحسن وقتادة : المعنى سائق يسوقها وشاهد يشهد عليها بعملها . وقال ابن مسلم : السائق قرينها من الشياطين سمي سائقا لأنه يتبعها وإن لم يحثها . وقال مجاهد : السائق والشهيد ملكان . وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال وهو على المنبر : " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " سائق : ملك يسوقها إلى أمر الله ، وشهيد : يشهد عليها بعملها .

قلت : هذا أصح فإن في حديث جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ابن آدم لفي غفلة عما خلقه الله عز وجل له إن الله لا اله غيره إذا أراد خلقه قال للملك اكتب رزقه وأثره وأجله واكتبه شقيا أو سعيدا ، ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا آخر فيحفظه حتى يدرك ، ثم يبعث الله ملكين يكتبان حسناته وسيئاته ، فإذا جاءه الموت ارتفع ذلك{[14168]} الملكان ، ثم جاء ملك الموت عليه السلام فيقبض روحه ، فإذا أدخل حفرته رد الروح في جسده ثم يرتفع ملك الموت ، ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فأنشطا{[14169]} كتابا معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد ، ثم قال الله تعالى " لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لتركبن طبقا عن طبق قال : ( حالا بعد حال ) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن قدامكم أمرا عظيما فاستعينوا بالله العظيم ) خرجه أبو نعيم الحافظ من حديث جعفر بن محمد بن علي عن جابر وقال فيه : هذا حديث غريب من حديث جعفر ، وحديث جابر تفرد به عنه جابر الجعفي وعنه المفضل . ثم في الآية قولان : أحدهما : أنها عامة في المسلم والكافر وهو قول الجمهور . الثاني : أنها خاصة في الكافر ، قاله الضحاك .


[14168]:كذا في جميع الأصول والدر المنثور، والظاهر أن يكون "ذانك".
[14169]:أنشط الكتاب: حل عقدته.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

{ سائق وشهيد } السائق ملك يسوقه ، وأما الشهيد ، فقيل : ملك آخر يشهد عليه وهو الأظهر ، وقيل : صحائف الأعمال ، وقيل : جوارح الإنسان .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

ولما كان التقدير : فكان من تلك النفخة صيحة هائلة ورجة شاملة{[61175]} ، فقام الناس عامة من قبورهم ، وحصل ما في صدورهم ، عطف عليه قوله بياناً لإحاطة العرض : { وجاءت كل نفس } أي-{[61176]} مكلفة كائنا-{[61177]} { معها{[61178]} سائق } يسوقها إلى ماهي كارهة للغاية لعلمه بما قدمت من النقائص { وشهيد * } يشهد عليها بما عملت ، والظاهر من هذا أن السائق لا تعلق له-{[61179]} بالشهادة أصلاً ، لئلا تقول تلك النفس : إنه خصم ، والخصم لا تقبل شهادته ،


[61175]:من مد، وفي الأصل: شامل.
[61176]:زيد من مد.
[61177]:ليس في الأصل.
[61178]:ليس في الأصل.
[61179]:زيد من مد.