قوله : { وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ } قيل : السائق هو الذي يسوقه إلى الموقف ومنْه إلى مقعده ، والشهيدُ هو الكاتب . والسائق لازم للبرِّ والفَاجِرِ ، أما البَرُّ فيساق إلى الجنة وأما الفاجر فإلى النار ، قال تعالى : { وَسِيقَ الذين كفروا إلى جَهَنَّمَ . . . وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة } [ الزمر : 71 - 73 ] ، والشهيد{[52393]} يشهد عليها بما عملت . قال الضحاك : السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل ، وهي رواية العَوْفي عن ابن عباس . وقيل : هما جميعاً من الملائكة .
قوله : «مَعَهَا سَائِقٌ » جملة في موضع جر صفة «لِنَفسٍ » أو في موضع رفع صفة «لكُلّ » أو في موضع نصب حالاً من «كُلّ »{[52394]} . والعامة على عدم الإدغام في «معها » وطلحة على الإدغام{[52395]} «مَحَّا » بحاءٍ مشددة ، وذلك أنه أدغم العين في الهاء{[52396]} ، ولا يمكن ذلك فقلبت الهاء حاء ثم أدغم فيها العين فقلبها حاءً . وسمع : ذَهَبَ مَحُّمْ أي معهم{[52397]} . وقال الزمخشري : ومحل «مَعَهَا سَائقٌ » النصب على الحال من «كُلّ » ؛ لتعرفه بالإضافة إلى ما هو في حكم المعرفة{[52398]} . وأنْحى عليه أبو حيان وقال : لا يقولُ هذا مبتدئٌ في النحو ، لأنه لو نعت «كُلُّ نَفْسٍ » مَا نعت إلا بالنكرة{[52399]} . قال شهاب الدين : وهذا منه غير مرض إذ يعلم أنه لم يرد حقيقة ما قاله{[52400]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.