الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

واختلف الناسُ في السائق والشهيد ، فقال عثمان بن عفان وغيره : هما مَلَكَانِ مُوَكَّلاَنِ بكل إنسان أحدهما يسوقه ، والآخر مِنْ حَفَظَتِهِ يشهد عليه ، وقال أبو هريرة : السائق : مَلَكٌ ، والشهيد : العمل ، وقيل : الشهيد : الجوارح ، وقال بعض النظار : سائق اسم جنس وشهيد كذلك ، فالسَّاقَةُ للناس ملائكة مُوَكَّلُون بذلك ، والشهداء : الحَفَظَةُ في الدنيا ، وكل مَنْ يشهد .

وقوله سبحانه : { كُلُّ نَفْسٍ } يعمُّ الصالحين وغيرهم ؛ فإنَّما معنى الآية شهيد بخيره وشَرِّهِ ، ويقوى في شهيد اسم الجنس ، فتشهد الملائكة ، والبِقَاعُ والجوارحُ ؛ وفي الصحيح : «لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ إنْسٌ ، وَلاَ جِنٌّ ، وَلاَ شَيْءٌ إلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .