الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

قوله : { مَّعَهَا سَآئِقٌ } : جملةٌ في موضعِ جرّ صفةً ل " نَفْسٍ " أو رفعٍ صفةً ل " كل " ، أو نصبٍ حالاً مِنْ " كلُّ " . والعامَّةُ على عدمِ الإِدغام في " معها " ، وطلحة على الإِدغام " مَحَّا " بحاءٍ مشددةٍ ؛ وذلكَ أنه أدغم العينَ في الهاء ، ولا يمكنُ ذلك ، فقَلَبَ الهاءَ حاءً ، ثم أدغم فيها العينَ فقلبها حاءً . وسُمِع " ذَهَبَ مَحُّمْ " أي : معهم . قال الزمخشري : " ومحلُّ " معها سائقٌ " النصبُ على الحال من " كلُّ " لتعرُّفِه بالإِضافة إلى ما هو في حكم المعرفة " . وأنحى عليه الشيخ مُتَحَمِّلاً على عادته ، وقال : " لا يقولُ هذا مبتدِىءٌ في النحوِ ، لأنه لو نُعِتَ " كلُّ نفسٍ " ما نُعِتَ إلاَّ بالنكرة " . وهذا منه غيرُ مَرْضيٍّ ؛ إذ يَعْلم أنه لم يُرِدْ حقيقةً ما قاله .