السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ} (21)

{ وجاءت } أي : فيه { كل نفس } أي مكلفة { معها سائق } أي ملك يسوقها إليه { وشهيد } يشهد عليها بعملها . قال الضحاك : السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم وهو الأيدي والأرجل وغيرها وهي رواية العوفي عن ابن عباس رضى الله عنهما وقيل : هما جميعاً من الملائكة ، فالسائق كما قيل لا تعلق له بالشهادة لئلا تقول تلك النفس أنه خصم والخصم لا تقبل شهادته وقيل السائق هو الذي يسوقه إلى الموقف ومنه إلى مقعده . والشهيد هو الكاتب والسائق لازم للبرّ والفاجر أما البر فيساق إلى الجنة وأما الفاجر فإلى النار قال تعالى : { وسيق الذين كفروا } [ الزمر : 71 ] وقال تعالى : { وسيق الذين اتقوا } [ الزمر : 73 ] والشهيد يشهد عليها بما عملت . تنبيه : يجوز في جملة معها سائق وشهيد أن تكون في موضع جر صفة لنفس ، وأن تكون في موضع رفع صفة لكل ، وأن تكون في موضع نصب على الحال من كل .