تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{۞وَيَٰقَوۡمِ مَا لِيٓ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ وَتَدۡعُونَنِيٓ إِلَى ٱلنَّارِ} (41)

36

41- { ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار } .

ونجد هذا المؤمن يتحبب إلى قومه ، ويدخل عليهم من كل باب ، ويكرر كلمة : يا قوم : ليذكرهم بأنه منهم ، وأنهم قومه ، أي : عزيز عليه هلاكهم ، حبيب إليه هدايتهم .

ومعنى الآية :

ما لكم يا قوم ؟ أخبروني عن حالكم معي ، فأنا أدعوكم إلى طريق النجاة من غضب الله وعذابه ، وذلك بتوحيد الله سبحانه ، وعبادته وحده لا شريك له ، وتصديق رسوله المبعوث إليكم من عند ربكم ، وتدعونني إلى عمل أهل النار بعبادة الأوثان والشرك والعصيان .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞وَيَٰقَوۡمِ مَا لِيٓ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ وَتَدۡعُونَنِيٓ إِلَى ٱلنَّارِ} (41)

لا يزال الكلام في قصة فرعون وقومه ، وحديث المؤمن من آل فرعون . ويظهر أن هذا الرجل كان من ذوي المكانة والنفوذ حتى جرؤ على هذا الحديث الطويل ، فهو يُهيب بقومه ويحثهم على الإيمان ، ويتعجب من عنادهم فيقول لهم : يا قوم إن أمركم لعجيبٌ ، فإني أدعوكم إلى الإيمان الذي ينجيكم من النار .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞وَيَٰقَوۡمِ مَا لِيٓ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ وَتَدۡعُونَنِيٓ إِلَى ٱلنَّارِ} (41)

ولما بلغ النهاية في نصحهم ، وختم بإعلامهم بأن الناس قسمان : هالك وناج ، وكان حاصل إرادتهم لأن يكون على ما هم عليه الهلاك بالنار ، قال مبكتاً لهم بسوء مكافأتهم منادياً لهم مكرراً للنداء لزيادة التنبيه والإيقاظ من الغفلة . والتذكير بأنهم قومه واعضاده ، وعاطفاً على ندائه السابق لأنه غير مفصل له ولا داخل في حكمه : { ويا قوم ما } أي أيّ شيء من الحظوظ والمصالح { لي } في أني { أدعوكم إلى النجاة } والجنة بالإيمان شفقة عليكم ورحمة لكم واعترافاً بحقكم { و } مالكم من ذلك في كونكم { تدعونني إلى النار * } والهلاك بالكفران ، فالآية من الاحتباك : ذكر النجاة الملازمة للايمان أولاً دليلاً على حذف الهلاك الملازم للكفران ثانيا ، والنار ثانيا دليلا على حذف الجنة أولاً ، ومراده هزهم وإثارة عزائمهم إلى الحياة منه بتذكيرهم أن ما يفعلونه معه ليس من شيم أهل المروءة يجازونه على إحسانه إليهم بالإساءة .