فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَيَٰقَوۡمِ مَا لِيٓ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ وَتَدۡعُونَنِيٓ إِلَى ٱلنَّارِ} (41)

صرح بإيمانه ولم يسلك المسالك المتقدمة من إيهامه لهم أنه منهم ، وأنه إنما تصدى لتذكيرهم كراهة أن يصيبهم بعض ما توعدهم به موسى ، كما يقول الرجل المحب لقومه من التحذير عن الوقوع فيما يخاف عليهم الوقوع فيه ، فقال : { وَ } ترك العطف في النداء الثاني لأنه تفصيل لإجمال الأول ، وهنا عطف لأنه ليس بتلك المثابة لأنه كلام مباين للأول والثاني ، فحسن إيراد الواو العاطفة فيه ونحوه .

قال الزمخشري : { يَا قَوْمِ مَا لِي } تكرير النداء لزيادة التنبيه لهم ، والإيقاظ عن سنة الغفلة ، وفيه أنهم قومه وأنه من آل فرعون . والمعنى : أخبروني عنكم كيف هذه الحال ؟ { أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ } من النار ودخول الجنة بالإيمان بالله وإجابة رسله { وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ } بما تريدونه مني من الشرك ، وقيل : المعنى ما لكم أدعوكم ؟ كما تقول ما لي أراك حزينا ؟ أي مالك ؟