تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ} (39)

36

التفسير :

39- { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون } .

لن يخفف عنكم من العذاب ، ولا من الهوان النفسي في النار ، اشتراككم في العذاب مع بعضكم البعض ، لأن لكل منكم نصيبه الكامل في جهنم ، وله من البلاء نصيبه الأوفر ، ولا يجد الكافر السلوى في جهنم بعذاب غيره ، كما كان يحدث في الدنيا ، حيث إن المصيبة إذا عمت هانت .

جاء في التسهيل لعلوم التنزيل :

المراد أنه لا ينفعهم اشتراكهم في العذاب ، ولا يجدون راحة التأسي التي يجدها المكروب في الدنيا ، إذا رأى غيره قد أصابه مثل ما أصابه .

انظر قول الخنساء ترثي أخاها صخرا :

يذكرني طلوع الشمس صخرا *** وأذكره بكل مغيب شمس

ولولا كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي

ولا يبكون مثل أخي ولكن *** أعزّي النفس عنه بالتأسي

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ} (39)

ثم يقال لهم جميعا : لن يخفَّف العذابُ عنكم اليوم ، وكلّكم في العذابِ مشتركون ، لا يستطيع أحد منكم أن يساعد الآخر .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ} (39)

شرح الكلمات :

{ ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم } : أي ولن ينفعكم اليوم أيها العاشون إذ ظلمتم أنفكم بالشرك والمعاصي .

{ إنكم في العذاب مشتركون } : اشتراككم في العذاب غير نافع لكم .

والهدى .

المعنى :

قال تعالى لأولئك العاشين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنفسكم بالشرك والمعاصي في الدنيا أنكم في العذاب مشتركون أي إن اشتراككم في العذاب غير نافع لكم ولا مجد أبدا .

الهداية :

من الهداية :

- الاشتراك في العذاب يوم القيامة لا يخففه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ} (39)

قوله تعالى : " ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم " " إذ " بدل من اليوم ، أي يقول الله للكافر : لن ينفعكم اليوم إذ أشركتم في الدنيا هذا الكلام ، وهو قول الكافر : " يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين " أي لا تنفع الندامة اليوم " إنكم " بالكسر " في العذاب مشتركون " وهي قراءة ابن عامر باختلاف عنه . الباقون بالفتح . وهي في موضع رفع تقديره : ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب ؛ لأن لكل واحد نصيبه الأوفر منه . أعلم الله تعالى أنه منع أهل النار التأسي كما يتأسى أهل المصائب في الدنيا ، وذلك أن التأسي يستروحه أهل الدنيا فيقول أحدهم : لي في البلاء والمصيبة أسوة ، فيسكن ذلك من حزنه ؛ كما قالت الخنساء :

فلولا كثرةُ الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلتُ نفسي

وما يبكون مثلَ أخي ولكن *** أعَزِّي النَّفْسَ عنه بالتَّأَسِّي

فإذا كان في الآخرة لم ينفعهم التأسي ، شيئا لشغلهم بالعذاب . وقال مقاتل : لن ينفعكم الاعتذار والندم اليوم ؛ لأن قرناءكم وأنتم في العذاب مشتركون كما اشتركتم في الكفر .