فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ} (39)

{ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ } هذا حكاية لما سيقال لهم يوم القيامة { إِذْ ظَلَمْتُمْ } أي لأجل ظلمكم أنفسكم في الدنيا ، وقيل : إن إذ بدل من اليوم لأنه تبين ذلك في اليوم أنهم ظلموا أنفسهم في الدنيا { أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } قرأ الجمهور بفتح إن على أنها وما بعدها في محل رفع على الفاعلية ، أي لن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب ، قال المفسرون لا يخفف عنهم بسبب الاشتراك شيء من العذاب ، لأن لكل أحد من الكفار والشياطين الحظ الأوفر منه وقيل إنها للتعليل لنفي النفع ، أي لن ينفعكم الاعتذار والندم اليوم ، فأنتم وقرناؤكم اليوم مشتركون في العذاب كما كنتم مشتركين في سببه في الدنيا ويقوي هذا المعنى قراءة إن بالكسر .