تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (13)

13- وأسرّوا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور .

من أسباب نزول هذه الآية :

أن المشركين كانوا ينالون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أطلعه الله تعالى على أمرهم : قال بعضهم لبعض : أسروا قولكم كيلا يسمعه رب محمد ، فقال الله تعالى لهم :

إذا أسررتم قولكم أو جهرتم به ، فإن علم الله تعالى شامل للغيب والشهادة ، فهو سبحانه يعلم السر وأخفى ، ويمتد علمه إلى حديث النفس وخواطرها ، ومكنون الصدور ودخائلها .

قال تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد . ( ق : 16 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (13)

بذات الصدور : بما في النفوس والضمائر .

ثم عادَ إلى تهديدِ الكافرين ، وأنه تعالى يعلم السرَّ والجَهْرَ ، لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء ، ويعلَم ما توسوسُ نفسُ الإنسان .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (13)

{ 13 - 14 } { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }

هذا إخبار من الله بسعة علمه ، وشمول لطفه فقال : { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ } أي : كلها سواء لديه ، لا يخفى عليه منها خافية ، ف { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي : بما فيها من النيات ، والإرادات ، فكيف بالأقوال والأفعال ، التي تسمع وترى ؟ !

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (13)

{ إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير . وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور } قال ابن عباس : نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره جبريل عليه السلام بما قالوا ، فقال بعضهم لبعض : أسروا قولكم كي لا يسمع إله محمد . { فقال الله عز وجل ذكره { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (13)

ولما كانت الخشية من الأفعال الباطنة ، وكان كل أحد يدعي أنه يخشى الله ، قال مخوفاً لهم بعلمه ، نادباً إلى مراقبته ، لئلا يغتروا بحلمه ، عاطفاً على ما تقديره لإيجاب المراقبة : فأبطنوا أفعالهم{[66910]} وأظهروها : { وأسروا } أي أيها الخلائق . ولما كان إفراد الجنس دالاً على قليله وكثيره قال : { قولكم } أي خيراً كان أو شراً { أو اجهروا به } فإنه يعلمه ويجازيكم به ، لأن علمه لا يحتاج إلى سبب ، وذلك أن المشركين كانوا يقولون : أسروا وإلا يسمع إله محمد ، ثم علل ذلك مؤكداً لأجل ما للناس من استبعاد ذلك بقوله : { إنه } أي ربكم { عليم } أي بالغ العلم { بذات الصدور * } أي بحقيقتها وكنهها ، وحالها وجبلتها ، وما يحدث عنها ، سواء كانت قد تخيلته ولم{[66911]} تعبر عنه ، أو كان مما لم تتخيله بعد ، بدليل ما يخبر به سبحانه وتعالى عنهم مما وقع وهم يخفونه ، أو لم يقع بعد ثم يقع كما أخبر به سبحانه .


[66910]:- من ظ وم، وفي الأصل: أعمالهم.
[66911]:- من ظ وم، وفي الأصل: ما.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (13)

قوله : { وأسرّوا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور } سواء عليكم أأسررتم كلامكم فقلتموه في خفية واستتار ، أو قلتموه في إعلان وجهار ، فإن الله عليم بذلك كله . وهو سبحانه يستوي عنده السر والعلن ، وهو عليم بما تكنه القلوب من خفايا وأسرار .