فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (13)

{ وأسروا قولكم أو اجهراو به إنه عليم بذات الصدور ( 13 ) }

أمر يراد به الخبر ويتناول كل مكلف عاقل ، كأن المعنى : مهما أخفيتم كلامكم أيها المكلفون أو أعلنتموه ، فإنه لن يخفى على الله الخبير ، لأنه عليم بما في القلوب ، والذي يعلم ما توسوس به الأنفس ، يستوي أمام علمه الجهر والإسرار { إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون {[7376]} .

و{ عليم } صيغة مبالغة من [ علم ] .

وإنما قدم { أسروا } على { اجهروا } لأنه ما من شيء يجهر به إلا وهو أو باعثه مضمر في القلب- غالبا- فتعلق علمه تعالى بحالته الأولى ، متقدم على تعلقه بالحالة الثانية .


[7376]:- سورة الأنبياء. الآية 110.