تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ} (11)

6

المفردات :

كذلك الخروج : مثل ذلك خروجكم للبعث من قبوركم .

التفسير :

11- { رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج } .

أنبتنا كل ذلك رزقا للعباد ، ونفعا لهم وتيسيرا لحياتهم ، وأحيينا بهذا الماء أرضا ميتة ، جعلناها تهتز وترتفع بالنبات ، وتثمر من كل زوج بهيج ، وكما أحيا الله الأرض بعد موتها بالماء فإنه سبحانه بقدرته يبعث الإنسان ويحييه بعد الموت .

والآيات لوحة هادفة في منظرها ونظامها وإبداعها ، وقد ذكر الإمام الرازي أن الله تعالى ذكر في كل آية ثلاثة أمور متناسبة :

ففي آية السماء ذكر البناء والتزيين وسد الفروج ، وفي آية الأرض ذكر المد وإلقاء الرواسي والإنبات فيها ، وكل واحد هنا في مقابلة واحد مما سبق ، فالمد في مقابلة البناء ، لأن المد وضع ، والبناء رفع ، والرواسي في الأرض ثابتة ، والكواكب مركوزة مزينة للسماء ، والإنبات في الأرض شقها ، في مقابل أن السماء سقف ليس به شقوق ، وفي آية المطر إنبات الجنات والحب والنخل ، وهذه الأمور الثلاثة إشارة إلى الأجناس الثلاثة ، وهي ما له أصل ثابت يستمر مكثه في الأرض سنين وهو النخيل ، وما ليس له أصل ثابت مما لا يطول مكثه في الأرض وهو الحب الذي يتجدد كل سنة ، وما يجتمع فيه الأمران وهو البساتين ، وهذه الأنواع تشمل مختلف الثمار والزروع .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ} (11)

كذلك الخروج : مثلَ ما ننبت النباتَ ، كذلك نخرجكم من قبوركم .

وكما أنزلنا الماء من السماء وأحيينا به الأرض ، كذلك نُخرجكم أيها الناس من قبوركم ونبعثكم حياة أخرى . { كَذَلِكَ الخروج } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ} (11)

وما فيها من إحياء الأرض بعد موتها ، دليل على إحياء الله الموتى ، ليجازيهم بأعمالهم ، ولهذا قال : { وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ }

ولما ذكرهم بهذه الآيات السماوية والأرضية ، خوفهم أخذات الأمم ، وألا يستمروا على ما هم عليه من التكذيب ، فيصيبهم ما أصاب إخوانهم من المكذبين ، فقال :

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ} (11)

" رزقا للعباد " أي رزقناهم رزقا ، أو على معنى أنبتناها رزقا ؛ لأن الإنبات في معنى الرزق ، أو على أنه مفعول له أي أنبتناها لرزقهم ، والرزق ما كان مهيأ للانتفاع به . وقد تقدم القول فيه{[14154]} . " وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج " أي من القبور أي كما أحيا الله هذه الأرض الميتة فكذلك يخرجكم أحياء بعد موتكم ، فالكاف في محل رفع على الابتداء . وقد مضى هذا المعنى في غير موضع{[14155]} . وقال " ميتا " لأن المقصود المكان ولو قال ميتة لجاز .


[14154]:راجع جـ 1 ص 177 وص 211.
[14155]:راجع جـ 1 ص 177 وص 211.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ} (11)

{ رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج }

{ رزقاً للعباد } مفعول له { وأحيينا به بلدة ميتاً } يستوي فيه المذكر والمؤنث { كذلك } أي مثل هذا الإحياء { الخروج } من القبور فكيف تنكرونه والاستفهام للتقرير والمعنى أنهم نظروا وعلموا ما ذكر .