فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ} (11)

{ رزقا للعباد } أي رزقناهم رزقا ، أو أنبتنا هذه الأشياء للرزق ، لم يقيد هنا العباد بالإنابة كما قيد به في قوله : { تبصرة وذكرى لكل عبد منيب } لأن التذكرة لا تكون إلا لمنيب ، والرزق يعم كل أحد ، غير أن المنيب يأكل ذاكرا وشاكرا للأنعام ، وغيره يأكل كما تأكل الأنعام ، فلم يخصص الرزق بقيد ، قاله الخطيب .

{ وأحيينا به } أي بذلك الماء { بلدة ميتا } قرئ بالتخفيف والتثقيل أي مجدبة لا ثمار فيها ولا زرع ، والتذكير باعتبار كون البلدة بلدا أو مكانا ، كما في عبارة أبي السعود { كذلك الخروج } مستأنفة لبيان أن الخروج من القبور عند البعث كمثل هذا الإحياء الذي أحيا الله به الأرض الميتة ، وقدم فيها الخبر للقصد إلى الحصر ،