التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ} (11)

قوله : { رزقا للعباد } { رزقا } منصوب لوجهين : لكونه مفعولا له . ولكونه مصدرا{[4314]} أي أنبتنا ذلك رزقا لهم . أو أنبتناه لرزقهم فينتفعون به { وأوحينا به بلدة ميتا } يعني أحيى الله بماء السماء والأرض بعد جدبها وقحوطها فأنبت فيها الزرع والثمر .

قوله : { كذلك الخروج } الكاف في محل رفع على الابتداء ، أي كما أحيينا هذه البلدة الميتة بالمطر كذلك تخرجون أحياء بعد موتكم {[4315]} وذلك برهان من الله ظاهر للعيان ، يدركه كل ذي عقل ونظر . وهو أن محيي الأرض بالزرع والخضرة والحياة بعد قحطها ويبسها ، لهو الذي يحيي العظام وهي رميم ليبعث الناس من قبورهم يوم الحساب .


[4314]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 385.
[4315]:الكشاف جـ 4 ص 5 وفتح القدير جـ 5 ص 72.