تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ} (7)

{ يعلمون ظاهر من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون } .

المفردات :

ظاهر الحياة الدنيا : هو ما يشاهدونه من زخارفها ولذاتها الموافقة لشهواتهم التي تستدعي انهماكهم فيها وعكوفهم عليها .

العزيز : الغالب .

التفسير :

أي أكثر الناس لهم علم ظاهر بالدنيا وعلومها المادية كتدبير شؤون المعيشة وتحصيل الأموال والكسب من تجارة وزراعة وصناعة وغيرها ، ولكنهم غافلون عن أمور الدين والآخرة ولا ينظرون إلى المستقبل وما ينتظرهم من نعيم مقيم إن آمنوا وعملوا الصالحات أو عذاب مهين إن كفروا وعصوا ربهم .

قال الزمخشري في تفسير الكشاف :

أفاد قوله تعالى : { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا . . . } أن للدنيا ظاهرا وباطنا ، فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها والتنعم بملاذها وباطنها وحقيقتها أنها مجاز إلى الآخرة يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة اه .

ولله در القائل :

ومن البلية أن ترى لك صاحبا *** في صورة الرجل السميع المبصر

فطن بكل مصيبة في ماله *** وإذا أصيب بدينه لم يشعر

***

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ} (7)

ظاهر الحياة الدنيا : هو كل ما يشاهَد ويدرك بالحواس .

ثم لا يتجاوزون هذا الظاهرَ ولا يرون ببصيرتهم ما وراءه . وظاهرُ الحياة الدنيا محدودٌ صغير مهما بدا للناس واسعاً شاملا . فما هذه الأرض بل هذا النظام الشمسي بأجمعه إلا ذرةً في هذا الكون الكبير الذي لا نعرف عنه شيئا . . . .

{ وَهُمْ عَنِ الآخرة هُمْ غَافِلُونَ } :

فالآخرة حياةٌ ثانية تختلف عن كل ما نرى وما نعلم ، وهي صفحة من صفحات الوجود الكثيرة ، وصاحبُ الحظ من تزوّد لها ، وعمل لها الأعمال الصالحة ، { فَإِنَّ خَيْرَ الزاد التقوى } .