اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ} (7)

قوله : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الحياة الدنيا } يعني أمر معايشهم كيف يكتسبون ويتَّجِرُونَ ومتى يغرسون قال الحسن {[41821]} : إن أحدهم لينقر الدرهم بطرف ظفره فيذكر وزنه ، ولا يخطىء وهو لا يحسن ( يصلي{[41822]} ) والمعنى أن علمهم منحصر في الدنيا بل لا يعلمون الدنيا كما هي وإنما يعلمون ظاهرها وهو ملاذها ولا يعلمون باطنها وهو مضارها ومتاعبها ولا يعلمون فناها { وَهُمْ عَنِ الآخرة هُمْ غَافِلُونَ } ساهون جاهلون بها لا يتفكرون فيها ، وذكرهم الثانية ليفيد أن الغفلة منهم{[41823]} وإلا فأسباب التذكر حاصلة .


[41821]:القرطبي 14/8.
[41822]:ساقط من "ب".
[41823]:في "ب" فيهم.