{ تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما } .
يوم يلقونه : عند الموت أو البعث أو دخول الجنة .
سلام : إخبار بالسلامة من كل مكروه .
أجرا كريما : أجرا عظيما هو الجنة .
تحية المؤمنين عند خروج روحهم من الدنيا أن الله تعالى يسلم عليهم ويبشرهم بالجنة جزاء طاعتهم له في الدنيا وقيل السلام عند البعث وقيل السلام من الله عليهم عند دخولهم الجنة ، والآية تتسع لكل ذلك فالله تعالى يلقى المؤمنين بالسلام عند الموت وعند البعث وعند دخول الجنة وقد أعد لهم في الجنة نعيما كبيرا .
قال تعالى : { دعوتهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وءاخر دعوتهم أن الحمد لله رب العالمين } . ( يونس : 10 ) .
وقال تعالى : { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } . ( الرعد : 23-24 ) .
اختلف في الضمير الذي في " يلقونه " على من يعود ، فقيل على الله تعالى ، أي كان بالمؤمنين رحيما ، فهو يؤمنهم من عذاب الله يوم القيامة . وفي ذلك اليوم يلقونه . و " تحيتهم " أي تحية بعضهم لبعض . " سلام " أي سلامة . ولكم من عذاب الله . وقيل : هذه التحية من الله تعالى ، المعنى : فيسلمهم من الآفات ، أو يبشرهم بالأمن من المخافات " يوم يلقونه " أي يوم القيامة بعد دخول الجنة . قال معناه الزجاج ، واستشهد بقوله جل وعز : " وتحيتهم فيها سلام " {[12851]} [ يونس : 10 ] . وقيل : " يوم يلقونه " أي يوم : يلقون ملك الموت ، وقد ورد أنه لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه . روي عن البراء بن عازب قال : " تحيتهم يوم يلقونه سلام " فيسلم ملك الموت على المؤمن عند قبض روحه ، لا يقبض روحه حتى يسلم عليه .
ولما كان أظهر الأوقات في تمرة هذا الوصف ما بعد الموت ، قال تعالى مبيناً لرحمتهم : { تحيتهم يوم يلقونه } أي بالموت أو البعث{[55755]} { سلام } أي يقولون له ذلك ، " أنت السلام ومنك السلام فجئنا ربنا بالسلام " كما يقوله المحرم المشبه لحال من هو في الحشر فيجابون بالسلام{[55756]} الذي فيه إظهار شرفهم ويأمنون معه من كل عطب { وأعد } أي والحال أنه أعد { لهم } أي بعد السلامة الدائمة { أجراً كريماً } أي غدقاً دائماً لا كدر في شيء منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.