الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَرِيمٗا} (44)

ويروى أنه لما نزل قوله تعالى : { إِنَّ الله وملائكته يُصَلُّونَ عَلَى النبي } [ الأحزاب : 56 ] قال أبو بكر رضي الله عنه : ما خصك يا رسول الله بشرف إلاّ وقد أشركنا فيه . فأنزلت { تَحِيَّتُهُمْ } من إضافة المصدر إلى المفعول ، أي : يحيون يوم لقائه بسلام . فيجوز أن يعظمهم الله بسلامه عليهم ، كما يفعل بهم سائر أنواع التعظيم ، وأن يكون مثلاً كاللقاء على ما فسرنا . وقيل : هو سلام ملك الموت والملائكة معه عليهم وبشارتهم بالجنة . وقيل : سلام الملائكة عند الخروج من القبور . وقيل : عند دخول الجنة ، كما قال : { والملائكة يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سلام عَلَيْكُمُ } [ الرعد : 23 24 ] والأجر الكريم : الجنة .