اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَرِيمٗا} (44)

فصل :

المعنى تحيةُ المؤمنين يَوْمَ يلقونه أي يرون الله سلام أي يسلم اللَّهُ عليهم ويسلمهم من جميع الآفات ، وروي عن البراء بن عازب{[43663]} قال : تحيتهم يوم يلقونه سلام يعني ملك الموت لا يقبض روح مؤمن إلا سلم عليه . وعن ابن مسعود{[43664]} قال : إذا جاء ملك يقبض روح المؤمن قال : رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السلام ، وقيل : تسلم عليهم الملائكة تبشرهم حين يخرجون{[43665]} من قبورهم ثم قال : { وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً } يعني الجنة .

فإن قيل : الإعداد إنما يكون مِمَّن{[43666]} لا يقدر عند الحاجة إلى الشيء عليه ، وأما الله تعالى فغير محتاج ولا عاجز فحيث يلقاه ( و ){[43667]} يؤتيه ما يرضى به وزيادة فما معنى الإعداد من قبل ؟ .

فالجواب : أن الأعداد للإكرام لا للحاجة{[43668]} .


[43663]:تفسير البغوي 5/266 المسمى معالم التنزيل.
[43664]:المرجع السابق.
[43665]:المرجع السابق وانظر: القرطبي 14/199.
[43666]:قاله الإمام الفخر الرازي في تفسيره التفسير الكبير 25/216.
[43667]:الواو ساقطة من الفخر الرازي ومن "ب".
[43668]:كذا هي في تفسير الرازي و "أ" هنا. وما في "ب" لا لحاجة بدون ألف التعريف.