الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَرِيمٗا} (44)

{ تحيتهم يوم يلقونه سلام } أي : تحية بعض هؤلاء المؤمنين في الجنة سلام ، أي أمنة لنا ولكم من عذاب الله .

قال البراء بن عازب {[55582]} : معناه يوم يلقون ملك الموت يسلم عليهم لا يقبض روح مؤمن حتى يسلم عليه {[55583]} .

قال قتادة : تحية أهل الجنة السلام {[55584]} .

وقال البراء بن عازب في معناه : إن ( ملك ) {[55585]} الموت لا يقبض روح المؤمن حتى يسلم عليه {[55586]} .

قال الزجاج : هذا في الجنة ، واستشهد عليه بقوله تعالى {[55587]} : { وتحيتهم فيها سلام } {[55588]} ودليله أيضا قوله جل ذكره : { يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم } {[55589]} .

وفرق المبرد بين التحية والسلام ، فقال : التحية تكون لكل دعاء والسلام مخصوص ، ومنه {[55590]} { ويلقون فيها تحية وسلاما } {[55591]} .

ثم قال تعالى ذكره : { وأعد لهم أجرا كريما } أي : أعد لهم الجنة على طاعتهم له في الدنيا .


[55582]:هو البراء بن عازب بن الحارث الخزرجي أبو عمارة صحابي قائد من أصحاب الفتوح، أسلم صغيرا وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة الخندق، تولى إمارة الري في عهد عثمان وهو الذي فتح قزوين روى له البخاري ومسلم توفي سنة هـ وقيل 72 انظر: طبقات ابن سعد 4/365 والإصابة 1/142 (618) وتقريب التهذيب 1/94 (16)
[55583]:انظر: إعراب النحاس 3/319 والجامع للقرطبي 14/199، والدر المنثور 6/263
[55584]:انظر: جامع البيان 22/17، وأحكام الجصاص 3/361 والمحرر الوجيز 13/81 والدر المنثور 6/623
[55585]:مثبت في طرة أ
[55586]:انظر: البحر المحيط 7/237
[55587]:انظر: معاني الزجاج 4/230 والجامع للقرطبي 14/199
[55588]:إبراهيم: آية 25
[55589]:الرعد: آية 25
[55590]:انظر: إعراب النحاس 3/319 والبحر المحيط 7/238
[55591]:الفرقان: آية 75