تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

{ والذين سعوا في ءاياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم } .

المفردات :

معاجزين : مغالبين لنا ظانين عجزنا عنهم .

عذاب من رجز اليم : من أقبح العذاب وأسوئه .

التفسير :

والذين كفروا وقاوموا دعوة الإسلام وقالوا عنها إنها سحر أو شعر أو كهانة ظانين أنهم يستطيعون إبطالها وصرف الناس عنها أو معاجزين ظانين أنهم يفوتوننا فلا نقدر عليهم أو نعجز عن إيصال العقاب لهمii يقال عاجز فلان فلانا وأعجزه إذا غالبه وسبقه .

وفي القرآن الكريم : { لا تحسبن الذين كفروا معاجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير } . ( النور : 57 ) .

وقال تعالى : { أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون } . ( العنكبوت : 4 ) .

{ أولئك لهم عذاب من رجز أليم } .

هؤلاء لهم عذاب شديد في نار جهنم هم أسوأ العذاب وأشده وهو مؤلم شديد الألم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

قوله تعالى : " والذين سعوا في آياتنا " أي في إبطال أدلتنا والتكذيب بآياتنا . " معاجزين " مسابقين يحسبون أنهم يفتوننا ، وأن الله لا يقدر على بعثهم في الآخرة ، وظنوا أنا نهملهم ، فهؤلاء " لهم عذاب من رجز أليم " يقال : عاجزه وأعجزه إذا غالبه وسبقه " أولئك لهم عذاب من رجز أليم " " أليم " قراءة نافع بالكسر نعتا للرجز ، فإن الله هو العذاب ، قال الله تعالى : " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء " {[12953]} [ البقرة :59 ] . وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم " عذاب من رجز أليم " برفع الميم هنا وفي " الجاثية " {[12954]} نعتا للعذاب . وقرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد بن قيس ومجاهد وأبو عمرو " معجزين " مثبطين ، أي ثبطوا الناس عن الإيمان بالمعجزات وآيات القرآن .


[12953]:راجع ج 1 ص 415 فما بعد.
[12954]:راجع ج 16 ص 159 فما بعد.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ سَعَوۡ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٞ} (5)

ولما كانت أدلة الساعة قد اتضحت حتى لم يبق{[56368]} مانع من التصديق بها إلا العناد ، وكان السياق لتهديد من جحدها{[56369]} ، قال معبراً بالماضي{[56370]} : { والذين سعوا } أي فعلوا{[56371]} فعل الساعي { في آياتنا } أي{[56372]} على ما لها من العظمة { معجزين } أي مبالغين في قصد تعجيزها بتخلفها{[56373]} عما نريده{[56374]} من إنفاذها ، وهكذا معنى{[56375]} قراءة المفاعلة{[56376]} ، ولما كان ذنبهم عظيماً ، أشارإليه بابتداء آخر فقال : { أولئك } أي البعداء البغضاء الحقيرون عن أن يبلغوا مراداً بمعاجزتهم{[56377]} { لهم عذاب } وأيّ عذاب { من رجز } أي شيء كله اضطراب ، فهو موجب لعظيم النكد والانزعاج ، فهو أسوأ العذاب { أليم * } أي بليغ الألم - جره الجماعة نعتاً لرجز ، ورفعه ابن كثير وحفص عن عاصم نعتاً لعذاب{[56378]} .


[56368]:في ظ: لا يبقى.
[56369]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: جهلها.
[56370]:زيد في الأصل وم: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[56371]:زيد من ظ وم ومد.
[56372]:زيد من ظ وم ومد.
[56373]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: بتخلقها.
[56374]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: تريده.
[56375]:زيد من ظ وم ومد.
[56376]:راجع نثر المرجان 5/450.
[56377]:زيد من ظ وم ومد.
[56378]:راجع نثر المرجان 5/450.