تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} (57)

56

{ كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } .

التفسير :

تأتي هذه الآية في القراءة لتهوين أمر الدنيا وبيان أن الجزاء العادل سيكون في الآخرة وأن الدنيا متاعها قليل ، فيمكن للإنسان أن يستهين بأمر الهجرة والانتقال من بلد إلى بلد مادام ذلك في مرضاة الله .

والمعنى : كل نفس – سواء أكانت في وطنها الذي عاشت فيه أم في غيره- ذائقة الموت وخارجة من الدنيا إلينا ، فنوفيها جزاءها فالتزموا أمرنا ولبوا نداءنا لأن عاقبتكم وجزاءكم الحقيقي عندنا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} (57)

قوله تعالى : " كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون " تقدم في " آل عمران " {[12420]} . وإنما ذكره ها هنا تحضيرا لأمر الدنيا ومخاوفها كأن بعض المؤمنين نظر في عاقبة تلحقه في خروجه من وطنه من مكة أنه يموت أو يجوع أو نحو هذا ، فحقر الله شأن الدنيا أي أنتم لا محالة ميتون ومحشورون إلينا ، فالبدار إلى طاعة الله والهجرة إليه وإلى ما يمتثل .


[12420]:راجع ج 4 ص 297 وما بعدها طبعة أولى أو ثانية.