قوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } قرأه بالغيبة{[41652]} أبو بكر ، وكذا في الروم{[41653]} في قوله : { ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } وافقه أبو عمرو في الروم فقط والباقون بالخطاب{[41654]} فيها . وقرئ يَرْجعون{[41655]} مبيناً للفاعل .
لما أمر الله تعالى المؤمنين بالمهاجرة صعب عليهم ترك الأوطان ومفارقة الإخوان فخوفهم بالموت ليهون عليهم الهجرة أي كل أحد ميت أينما كان فلا تقيموا بدار الشرك خوفاً من الموت فإن كل نفس ذائقة الموت فالأولى أن يكون ذلك في سبيل الله فيجازيكم عليه ، فإن إلى الله مرجعكم فيجزيكم{[41656]} بأعمالكم ، وفيه وجه دقيق آخر وهو أن قوله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت } أي إذا كانت ( معلقة ){[41657]} بغيرها فهو للموت ثم إلى الله ترجع فلا تموت كما قال تعالى : { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الموت } [ الدخان : 56 ] وإذا كان كذلك فمن يريد أن لا يذوق الموت لا يبقى مع نفسه فإن النفس ذائقته بل يتعلق بغيره ، وذلك الغير إن كان غير الله فهو ذائق الموت لقوله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت } و { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } فإذن التعلق بالله{[41658]} ( يريح من الموت ){[41659]} فقال تعالى : «فإياي فاعبدون » أي تعلقوا بي ، ولا تتبعوا النفس ، فإنها ذائقة الموت { ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } أي إذا تعلقتم بي فموتكم رجوعٌ إلي وليس بموت لقوله : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الذين قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [ آل عمران : 169 ] ، وقال عليه ( الصلاة و ){[41660]} السلام : «المؤمِنونَ لا يَمُوتونَ بل يُنْقَلُون من دار إلى دار » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.