التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} (57)

قوله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } وهذا تزهيد في الحياة الدنيا ؛ فإنها صائرة إلى الزوال المحتوم . فما ينبغي أن يعبأ المؤمن بهجران بلده أو هجران المكث فيه إن كان يعلم أنه مفتون فيه عن دينه وأنه مفرط في طاعة ربه ما دام مقيما تحت سطوة الظالمين . فلا يخافنّ بأسا أو فقرا أو حاجة بسبب الهجران ؛ فالمقادير والمصائر كلها بيد الله ، وإنما الناس صائرون إلى الله حتما . وما من نفس إلا مبتليها الله بالموت ؛ فهي ذائقة مرارته وفظاعته ، والناس كافة يصيرون إلى ربهم يوم القيامة .