فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} (57)

{ كل نفس } من النفوس { ذائقة الموت } أي : واجدة مرارة الموت وكربه ومشاقه لا محالة كما يجد الذائق طعم المذوق فلا يصعب عليكم ترك الأوطان ومفارقة الإخوان ، وهجر الخلان ، بل الأولى أن يكون ذلك في سبيل الله فيجازيكم عليه ، فلا تخافوا من بعد الشقة ومقاساة المشقة { ثم إلينا } لا إلى غيرنا .

{ ترجعون } بالموت والبعث إلينا فكل حي في سفر إلى دار القرار ، وإن طال لبثه في هذه الدار .

عن عليّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت : { إنك ميت وإنهم ميتون } قلت : يا رب أيموت الخلائق كلهم ويبقى الأنبياء ؟ فنزلت كل نفس ذائقة الموت ، الآية أخرجه ابن مردويه ، وينظر كيف صحته ؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يسمع قوله سبحانه : { إنك ميت وإنهم ميتون } يعلم أنه ميت ، وقد علم أن من قبله من الأنبياء قد ماتوا ، وأنه خاتم الأنبياء ، فكيف ينشأ عن هذه الآية ما نقل عنه رضي الله عنه من قوله أيموت الخلائق ويبقى الأنبياء ؟ فلعل هذه الرواية لا تصح مرفوعة ولا موقوفة .