تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (35)

استفهامات متتابعة للمشركين

{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ( 35 ) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لاَ يُوقِنُونَ ( 36 ) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ ( 37 ) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ( 38 ) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ( 39 ) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ( 40 ) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ( 41 ) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ( 42 ) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 43 ) } .

المفردات :

من غير شيء : من غير خالق .

35

التفسير :

35- { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } .

إنهم مَوجودون في صورة بديعة جميلة ، بها حواس متعددة : بصر ، وسمع ، وقوام ، وعقل ، وأيد ، وأرجل .

فهل هذا الخلق البديع المتكامل وجد من غير مُوجد ؟ هذا باطل .

هل هم الذين خلقوا أنفسهم ؟ هذا مستحيل ، فلم يبق إلا أن يكون الله تعالى هو الذي خلقهم .

روى البخاري ، عن جبير بن مطعم ، أنه لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في شأن فداء الأسرى ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في سورة المغرب بسورة الطّور ، قال : فلما بلغ في القراءة هذه الآية : أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . كاد قلبي يطيرv .

لقد اهتز قلب الكافر من أجل آية ، ولو فتح القوم قلوبهم للقرآن لآمنوا ، لكنّهم أعرضوا وكفروا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (35)

قوله تعالى : " أم خلقوا من غير شيء " " أم " صلة زائدة والتقدير أخلقوا من غير شيء . قال ابن عباس{[14315]} : من غير رب خلقهم وقدرهم . وقيل : من غير أم ولا أب ، فهم كالجماد لا يعقلون ولا تقوم لله عليهم حجة ، ليسوا كذلك ! أليس قد خلقوا من نطفة وعلقة ومضغة ؟ قاله ابن عطاء . وقال ابن كيسان : أم خلقوا عبثا وتركوا سدى " من غير شيء " أي لغير شيء ف " من " بمعنى اللام . " أم هم الخالقون " أي أيقولون إنهم خلقوا أنفسهم فهم لا يأتمرون لأمر الله وهم لا يقولون ذلك ، وإذا أقروا أن ثم خالقا غيرهم فما الذي يمنعهم من الإقرار له بالعبادة دون الأصنام ، ومن الإقرار بأنه قادر على البعث .


[14315]:في ل: "قال ابن الكميت".