محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (35)

{ أم خلقوا من غير شيء } قال ابن جرير : {[6795]} أي أخلق هؤلاء المشركون من غير آباء / ولا أمهات ، فهم كالجماد لا يعقلون ، ولا يفهمون لله حجة ، ولا يعتبرون له بعبرة ، ولا يتعظون بموعظة . وقد قيل : إن معنى ذلك أم خلقوا لغير شيء ، كقول القائل : فعلت كذا وكذا من غير شيء ، بمعنى : لغير شيء { أم هم الخالقون } أي أنفسهم ، أو هذا الخلق ، فهم لذلك لا يأتمرون لأمر الله ، ولا ينتهون عما نهاهم عنه ، لأن للخالق الأمر والنهي


[6795]:انظر الصفحة رقم 33 من الجزء السادس والعشرين(طبعة الحلبي الثانية(.