فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (35)

{ أم خلقوا من غير شيء ؟ } أم هي المنقطعة كما تقدم فيما قبلها ، وكما سيأتي فيما بعدها ، أي بل أخلقوا على هذه الكيفية البديعة : والصنعة العجيبة من غير خالق لهم ؟ قال الزجاج : أي اخلقوا باطلا لغير شيء ؟ لا يحاسبون ولا يؤمرون ولا ينهون ؟ وجعل من بمعنى اللام . قال ابن كيسان : أم خلقوا عبثا وتركوا سدى ؟ لا يؤمرون ولا ينهون ؟ وقيل : المعنى أم خلقوا من غير أب ولا أم ؟ فهم كالجماد لا يفهمون ولا تقوم عليهم حجة ؟ { أم } أي بل أيقولون : { هم الخالقون } لأنفسهم فلا يؤمرون ولا ينهون ، مع أنهم يقرون أن الله خالقهم ، وإذا أقروا لزمتهم الحجة ، قال الجلال المحلي : ولا يعقل مخلوق بغير خالق ولا معدوم يخلق فلا بد لهم من خالق هو الله الواحد ، فلم لا يوحدونه ويؤمنون برسوله وكتابه .