تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

المفردات :

الزبانية : ملائكة العذاب .

التفسير :

18- سندع الزّبانية .

وتطلق الزبانية في كلام العرب على رجال الشرطة الذي يزبنون الناس ، أي يدفعونهم إلى ما يريدون دفعهم إليه بقوة وشدة وغلظة ، ومنه قولهم : حرب زبون ، إذا اشتد الدفع والقتال فيها . وناقة زبون ، إذا كانت تركل كل من يحلبها .

والمراد بالآية : سندعو له زبانية جهنم ، أي ملائكة العذاب ، لأخذه هو وأعوانه .

وجاء في تفسير القرطبي عن ابن عباس : لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي : خزنة جهنم ، لأخذه وعقوبته ، فلينظر أي الفريقين أقوى وأقدر ؟ فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة ،

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فليدع أبو جهل أهل مجلسه وأنصاره ، من عشيرته وقومه ، والنادي : هو المجلس . وإنما قيل ذلك فيما بلغنا ، لأن أبا جهل لما نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند المقام ، انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأغلظ له ، فقال أبو جهل : علام يتوعدني محمد، وأنا أكثر أهل الوادي ناديا ؟ فقال الله جلّ ثناؤه : { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعا بالنّاصِيَةِ } ، فليدع حينئذٍ ناديه ، فإنه إن دعا ناديه ، دعونا الزبانية . ...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

والزبانية هم الملائكة من خزنة جهنم ، وهم أعظم الملائكة خلقاً وأشدهم بطشاً ، والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه ،

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

( سندع ) نحن ( الزبانية ) يعني الملائكة الموكلين بالنار ...

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

يعني عندنا من هم أعظم من نادي هذا الرجل وهم الزبانية ملائكة النار ، وقد وصف الله ملائكة النار بأنهم غلاظ شداد ، غلاظ في الطباع ، شداد في القوة

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

( سندع الزبانية ) ليعلم هذا الجاهل الغافل أنّه عاجز عن فعل أي شيء ، وإنّه في قبضة خزنة جهنم كقشة في مهبّ الريح ...و«النادي » في الآية يقصد به القوم الذين يجتمعون في النادي . وأرادت منه الآية اُولئك الذين يستند إليهم أمثال أبي جهل من أهل وعشير وأصحاب . و«الزبانية »..... هنا بمعنى ملائكة العذاب وخزنة جهنم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

{ سندع الزبانية } وهم الملائكة الغلاظ الشداد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عيانا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

قوله تعالى : " فليدع ناديه " أي أهل مجلسه وعشيرته ، فليستنصر بهم . " سندع الزبانية " أي الملائكة الغلاط الشداد - عن ابن عباس وغيره - واحدهم زبني . قاله الكسائي . وقال الأخفش : زابن . أبو عبيدة : زبنية . وقيل : زباني . وقيل : هو اسم للجمع ، كالأبابيل والعباديد . وقال قتادة : هم الشرط في كلام العرب . وهو مأخوذ من الزبن وهو الدفع ، ومنه المزابنة{[16221]} في البيع . وقيل : إنما سموا الزبانية لأنهم يعملون بأرجلهم ، كما يعملون بأيديهم ، حكاه أبو الليث السمرقندي - رحمه اللّه - قال : وروي في الخبر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما قرأ هذه السورة ، وبلغ إلى قوله تعالى : " لنسفعا بالناصية " قال أبو جهل : أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربك . فقال اللّه تعالى : " فليدع ناديه ، سندع الزبانية " . فلما سمع ذكر الزبانية رجع فزعا ، فقيل له : خشيت منه . قال : لا ، ولكن رأيت عنده فارسا يهددني بالزبانية . فما أدري ما الزبانية ، ومال إلي الفارس ، فخشيت منه أن يأكلني . وفي الأخبار أن الزبانية رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض ، فهم يدفعون الكفار في جهنم ، وقيل : إنهم أعظم الملائكة خلقا ، وأشدهم بطشا . والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه . قال الشاعر :

مطاعيمُ في القُصْوَى مطاعينُ في الوَغَى*** زبانيةٌ غُلْب عِطَامٌ حُلُومُهَا{[16222]}

وعن عكرمة عن ابن عباس : " سندع الزبانية " قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه . فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب . وروى عكرمة عن ابن عباس قال : مر أبو جهل على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو يصلي عند المقام ، فقال : ألم أنهك عن هذا يا محمد فأغلظ له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال أبو جهل : بأي شيء تهددني يا محمد ، واللّه إني لأكثر أهل الوادي هذا ناديا ، فأنزل اللّه عز وجل : " فليدع ناديه . سندع الزبانية " . قال ابن عباس : واللّه لو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب من ساعته . أخرجه الترمذي بمعناه ، وقال : حسن غريب صحيح . والنادي في كلام العرب : المجلس الذي ينتدي فيه القوم ، أي يجتمعون ، والمراد أهل النادي ، كما قال جرير :

لهم مجلسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ{[16223]}

وقال زهير :

وفيهمْ مقاماتٌ حسان وُجُوههم{[16224]}

وقال آخر :

واسْتَبَّ بعدك يا كُلَيْبُ المجلِسُ{[16225]}

وقد ناديت الرجل أناديه إذا جالسته . قال زهير :

وجارُ البيتِ والرجلُ المنادي *** أمامَ الحي عقدُهُمَا سَوَاءُ


[16221]:هي بيع الرطب في رءوس النخل بالتمر، ونهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة.
[16222]:غلب: جمع أغلب، وهو الغليظ الرقبة. والعرب تصف السادة بغلظ الرقبة وطولها. والحلوم: جمع الحلم وهو العقل.
[16223]:تمامه: * سواسية أحرارها وعبيدها * والبيت لذي الرمة لا لجرير. و"صهب": حمره و "السبال": الشعر الذي عن يمين الشفة العليا وشمالها.
[16224]:تمام البيت: * وأندية ينتابها القول والفعل * المقامات: المجالس، وإنما سميت المقامات لأن الرجل كان يقوم في المجلس، فيحض على الخير، ويصلح بين الناس. وأندية: جمع الندى، وهو المجلس أيضا، وفيه الشاهد.
[16225]:هذا عجز بيت المهلهل يرثي أخاه كليبا. وصدره: * نبئت أن النار بعدك أوقدت *

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ} (18)

ولما كان كأنه قيل : فلو دعا ناديه يكون ماذا ؟ قال : { سندع } أي بوعد لا خلف فيه { الزبانية * } أي الأعوان الموكلين بالنار ليجروه إليها ، وهم في الأصل الشرط ، الواحد زبنية كهبرية ، من الزبن وهو الدفع ، أو زبني على النسبة ، أصلها زباني ، والتاء عوض عن الياء ، وهم كل من عظم خلقه ، واشتد بطشه ، وقد اجتمعت المصاحف العثمانية على حذف الواو من هذا الفعل خطأ ، ولا موجب لحذفه من العربية لفظاً ، وكأن المعنى في ذلك - والله أعلم - أن لا يظن أنهم دعوا لرفعة لهم في ذواتهم يستعان بهم بسببها ؛ لأن معنى الواو عند الربانيين العلو والرفعة ، إشارة إلى أنهم لا قوة لهم إلا بالقوي العزيز ، أو يقال : إن الحذف دال على تشبيه الفعل بالأمر ليدل على أن هذا الدعاء أمر لا بد من إيقاع مضمونه ، ومن إجابة المدعوين إلى ما دعوا إليه ، وأن ذلك كله يكون على غاية الإحكام ، والاتساق بين خطه ومعناه والانتظام ، لا سيما مع التأكيد بالسين ، الدال على تحتم الاتحاد والتمكين ، أو يكون المعنى : إنا ندعوهم بأيسر دعاء وأسهل أمر ، فيكون منهم ما لا يطاق ولا يستطاع دفاعه بوجه ، فكيف لو أكدنا دعوتهم وقوينا عزمتهم .